جاءت النتائج المخيبة للرياضة المغربية في أولمبياد لندن، أشبه ب»الصاعقة» على المغاربة الذين كانوا ينتظرون أن يتألق الوفد المغربي وأن ينال ميداليات يصعد بها إلى منصات التتويج وينافس بها بقية البلدان المشاركة، لكنها بالنسبة للمتتبعين لم تكن مفاجئة، لأن الرياضة اليوم هي أرقام وإحصائيات، وتحضيرات على المدى القصير والمتوسط والطويل، وبالتالي فالرياضة المغربية تحصد العاصفة اليوم لأنها ظلت على امتداد سنوات وهي تزرع الريح. وإذا كان المفروض في الجامعات أن تعقد جموعها العامة بشكل سنوي وتقدم الحساب المالي والأدبي، وتعمل على تصحيح اختلالاتها وأن تضع برامج وتصورات، فإن الألعاب الأولمبية هي أشبه بجمع عام يعقد بعد كل أربع سنوات، ويكشف بشكل علني النقاط الإيجابية والسلبية، بل ومكانة الرياضة المغربية بين الأمم بدون مساحيق أو عمليات تجميلية كاذبة، تزيف الحقيقة وتبيع الوهم للناس. في ألعاب القوى التي تعقد جامعتها جمعها العام بشكل «مزاجي» جاءت النتائج حتى اللحظة «كارثية»، انسحابات متكررة للعدائين وإقصاء في الدور الأول لكثيرين، وفضائح للمنشطات مرغت سمعة المغرب في الوحل، وجعلت العالم يتحدث عنه، ويرسم صورة سلبية عن رياضييه، ومع ذلك، هناك من يريد أن يبرر الإخفاق، وأن يسوق كلاما يخال لكثيرين أنه مدفوع الثمن. في كرة القدم، غادر المنتخب الأولمبي من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز، علما أنه كان بمقدوره أن يمضي بعيدا بالنظر إلى ما يتوفر عليه من لاعبين لديهم إمكانيات مذهلة. لم يعقد الفاسي الفهري الجمع العام لجامعة الكرة منذ أن عين رئيسا لها في 16 أبريل 2009، لكن الأولمبياد قدمت الحصيلة وزادت في «تعرية» أخطاء الرجل، وفي كشف عورة تسييره واختياراته الخاطئة على كافة المستويات، بل ونابت عن «مول الما والضو والكرة» في عقد الجمع العام. في الملاكمة ظل الرئيس جواد بلحاج يحاول بشتى السبل أن «ينفخ» في حدث تأهل سبعة ملاكمين إلى الأولمبياد، بل وعمل عدد من المقربين منه على تصويره على أنه إنجاز، مع أن ذلك كان بداية الإخفاق لأنه في دورة بكين تأهل عشرة ملاكمين، وفي لندن تقلص العدد. وزيادة على «الفضائح» المالية لجامعة بلحاج، وتقاريرها المالية المليئة بالثقوب، التي يجب أن تكون للوزارة الشجاعة لنقلها إلى ملعب القضاء، جاءت النتائج المخيبة لتؤكد أن هذه الرياضة تسير في الاتجاه الخطأ، وأنها فعلا «خبزة جابها الله» لكثير من المسيرين. في الجيدو لم تتقدم هذه الرياضة، ورغم أن رياضييها استفادوا من الكثير من التجمعات بالمغرب وخارجه، فإن الإقصاء كان أشبه بضربة «قاسمة»، أما الطريقة التي أقصي بها عطاف صفوان فهي تقدم صورة عن واقع حال هذه الرياضة، والغريب أن هناك في الجامعة من تحدث متأخرا عن حاجة مصارعي هذه الرياضة لمهيء نفسي، وهو ما كان يجث الحديث عنه قبل الأولمبياد وليس بعدها.