كانت الحكاية، إضافة إلى كونها وسيلة للترفيه والتسلية وغمر المتخيل الطفولي بالرغبات التي تتحقق بسهولة، وسيلة للتربية والتنشئة الاجتماعية للفرد والمجتمع. كيف تحول لون الغراب إلى سواد؟ وكيف شقت شفة الأرنب.. وكيف صار جلد الذئب مبقعا؟ انفتحت الحكاية على الأساطير منذ البداية حتى اعتبرها ليفي ستروس نسخة مخففة من الأسطورة.. كسوة الذئب الحمراء وجلده المبقع يوضح شيئا من ذلك.. الحكاية كان حتى كان، في ما مضى من الزمان، حتى كان الحبق والسوسان في حجر النبي العدنان، عليه الصلاة والسلام.. 85 . أوشن د توشنت كان الذيب تايعيش مع مراتو، وكان سميتو حساين، وكانو جيعانين، حينت الصيّادة عرفوه وما بقى كايصيد والو. وهي لمرا فكّراتْ في واحد الحيلة باش تخلّي راجلها يخرج يصيد، حينت ضرّها الجوع بزاف، وهي تقول ليه: -»حلمتْك يا حساين -خير وسلام- شديتي واحد الكبش سمين».. تشجع الذيب وخرج ومشى للزريبة ونقز وسط الغلم بغى يشد واحد الخروف سمين، هوما يشوفوه السرّاحا وهما يشدوه وقالو: -»آش غادي نديرو ليه... آش غا نديرو ليه؟».. وهما يسلخوه خلاوه حمْر وطلْقوه. شافتو مرتو جاي من بعيد وما عرفاتوش، وهي تقول ليه: -»واهيا مول القشابة الحمرا، واش ما شفتيش حساين؟» قال ليها: «هاذ القشابة الحمرا من حلمك الزين»..
المصدر : الدكتور محمد فخرالدين -كتاب موسوعة الحكاية الشعبية -الحكاية 85 .