سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملفات الصراع الديني والهجرة على طاولة النقاش بين وزير الداخلية الفرنسي والمسؤولين المغاربة من المفترض أن يستقبل من طرف الملك ويلتقي بنكيران والتوفيق وطلبة معهدي الشرطة والإدارة الترابية
يبدأ اليوم وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، زيارة رسمية إلى المملكة، يلتقي خلالها الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، فضلا عن عدد من المسؤولين الحكوميين. وعلى خلاف بلاغ وزارة الداخلية المغربية، الذي اكتفى بالإشارة إلى أن مانويل فالس سيستقبل من طرف رئيس الحكومة وسيعقد جلسة عمل مع نظيره المغربي امحند العنصر والوزير المنتدب في الداخلية الشرقي اضريس، فضلا عن أنه سيجري مباحثات مع أعضاء في الحكومة، فصل بلاغ صادر عن وزارة الداخلية الفرنسية برنامج زيارة الوزير الفرنسي المنتمي إلى الحكومة الاشتراكية التي يقودها فرانسوا هولاند، إذ كشف البلاغ أن البرنامج يتضمن في فترته الصباحية مباحثات مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، تليها مباحثات مع امحند العنصر والوزير المنتدب في الداخلية الشرقي اضريس، ثم لقاء مع طلبة المعهد الملكي للشرطة والمعهد الملكي للإدارة الترابية. وخلال الفترة المسائية يرتقب، حسب برنامج الزيارة، أن يلتقي مانويل فالس رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قبل أن يستقبل من طرف الملك محمد السادس، يليه لقاء مع وزير الخارجية سعد الدين العثماني. زيارة وزير الداخلية الفرنسي يرتقب أن تناقش عددا من المواضيع المهمة، وهذا يتضح من طبيعة المسؤولين المغاربة الذين سيجالسهم، بدءا بوزير الأوقاف أحمد التوفيق، إذ من المنتظر أن يفتح الطرفان ملف الصراع الديني المتأجج بين الجاليتين المغربية والجزائرية، على خلفية رغبة كل طرف في «احتكار» المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يضم جمعيات إسلامية مقربة من الدول الأصلية لمؤسسيها وتتنازع تأييد قرابة ثلاثة ملايين مسلم. وكان فالس قد نجح في جمع زعماء أبرز الجمعيات الإسلامية في فرنسا المتحدرين من المغرب والجزائر وتونس - على مائدة الإفطار في «مسجد باريس الكبير» عندما حل ضيفا على دليل بوبكر، في ثاني أيام رمضان، أياما قليلة بعد إعلان عمدة مسجد باريس الكبير، قراره بالانسحاب من المجلس بسبب ما وصفه ب«التفرّد بالحكم» وب «الإدارة الاستبدادية» لشؤون المجلس من رئيسه محمد موسوي، المقرب من المغرب. وخلال مائدة الإفطار، أعرب وزير الداخلية الفرنسي عن أسفه «للانقسامات والحسابات الشخصية والتنافس» داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وتمنى «أن يكون مكرسا فقط للمسائل المتعلقة بالديانة». قبل أن يضيف: «مسؤوليتنا هي أن نبني بشكل تدريجي إسلاما فرنسيا، إسلاما يجد غناه في جذور فرنسا». على صعيد متصل، يرتقب أن يناقش الوزير الفرنسي مع نظيرة المغربي عددا من الملفات، من ضمنها ملف الهجرة الذي يؤرق البلدين، خاصة أن الحكومة اليمينية السابقة كانت ترغب في مناقشة اتفاق للإدارة المشتركة لتدفق المهاجرين مع حكومة الرباط. وتجدر الإشارة، إلى أن مانويل فالس، الذي كان الملك محمد السادس قد وشحه شهر يونيو من السنة الماضية بالوسام العلوي، حين كان عمدة لمدينة «إيفري»، كان قد قرر أياما قليلة بعد تعيينه وزيرا للداخلية إلغاء «مذكرة التعليم» المثيرة للجدل التي كان قد أقرها سلفه كلود غيان بشأن الطلاب الأجانب في ماي2011 والتي تقضي بالحد من عمل الطلاب الأجانب في فرنسا بعد تخرجهم ومنح الأولوية في الحصول على الوظائف للفرنسيين، وهو ما كانت له انعكاسات وخيمة على الطلاب الأجانب بعد أن حرم العديد منهم من الحصول على إجازات عمل رغم أن بعضهم كان يعمل في شركات بصورة شرعية ولكن بصفة طلاب.