قال عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، إنه يحس بقدر من الإحباط نتيجة انحسار الدعم ومحدودية المساندة التي تنتظرها مؤسسته من الدول العربية والإسلامية، تنفيذا لالتزامات قطعتها على نفسها ولم تنعكس على مستوى التمويل الذي تتلقاه الوكالة من هذه الدول. وأكد المدغري، في ندوة صحافية نظمتها الوكالة يوم الجمعة الماضي في الرباط، وخصصت لإطلاق الحملة السنوية لجمع التبرعات لفائدة القدس بمناسبة حلول شهر رمضان، أنه لا مجال للتذرع بالوضعية الاستثنائية للمدينة وتدابير الاحتلال التي من شأنها إعاقة حركة الأموال، لمنع الدعم عن سكانها»، مؤكدا أن تجربة الوكالة وحضورها الميداني أثبتا بالملموس أن إيصال الدعم إلى مستحقيه ممكن. ولذلك وجّه المدغري نداء «باسم القدس وسكانها» إلى الدول العربية والإسلامية لمساعدة المقدسيّين ودعم مؤسساتهم، بما يُمكّنهم من مواجهة آثار العدوان اليومي الممنهَج الذي يتعرضون له من قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. واستعرض المدير العام لبيت مال القدس، بهذه المناسبة، الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في القدس جراء منعهم من ممارسة حياتهم العادية وإعمار الأرض واستغلالها بحرية في أنشطة البناء والزراعة وإثقالهم بالضرائب المتنوعة، مما أدى إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية وتراجع الإنتاجية في قطاعات الصناعة والسياحة وضعف التنافسية وانحسار فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفئات المقدسية القادرة على ولوج سوق العمل. وقال المدغري إن هذه الوضعية المقلقة لا بد أن تؤثر على أداء القطاعات الاجتماعية، التي تدخل في صلب اهتمام الوكالة، كالتعليم والصحة والإسكان وأوضاع المرأة والطفولة والشباب والفئات في وضعية صعبة، مما يتحتم معه بذل المزيد لتعبئة المال اللازم لتنفيذ المزيد من المشاريع التي تُمكّن من المساهمة في تثبيت المقدسيّين ودعم صمودهم على أرضهم. وكشف المدغري أن حجم التبرعات التي توصلت بها الوكالة في 2010 قد شهد تراجعا ملحوظا مقارنة مع العام 2009، إذ لم يتجاوز مليون و900 ألف دولار مقابل 8.5 ملايين دولار، بما في ذلك تبرعات الدول والمؤسسات والأفراد. ولذلك فقد طالبت وكالة بيت مال القدس الشريف بالدعم الذي يمكنها من تنفيذ مشاريعها المُبرمَجة في القدس لمساعدة المدينة وسكانها بشكل يتناسب مع حجم الحاجيات المتزايدة والاستمرار في بناء المدارس وتجهيز المستشفيات وتقديم المساعدة لجمعيات المرأة والشباب وبناء الملاعب الرياضية ودعم أندية والطفولة ومراكز الثقافة، وغيرها من البرامج النوعية التي حققت فيها الوكالة نتائج مهمة ،كمشروع المدارس الجميلة ومشروع كفالة اليتيم والمخيمات الصيفية التي تنظم سنويا في المغرب لفائدة أطفال القدس والمنح المقدمة للطلاب. وذكر المدغري أن مؤسسته تمكنت، في العام 2010، من إنجاز مشاريع بقيمة 5.5 ملايين دولار، موزعة على 14 مشروعاً، همّت قطاعات التعليم والإسكان والشؤون الاجتماعية.