تتميز الجهة الشرقية بوجود عدد كبير من الشيوخ والشعراء الكبار، الذين تركوا بصماتهم على موروث القصيدة البدوية، نهل منها كبار المغنين والملحنين في الأغنية البدوية، سواء منهم الجزائريون أو المغاربة أو فنانو الراي في المغرب العربي الكبير أو في ديار المهجر. في هذه السلسلة، التي تقوم «المساء» فيها بتقديم بعض شيوخ القصيدة البدوية، نشير إلى أن من بين المراجع المعتمدة بحث الأستاذ «ميمون الراكب» لنيل دكتوراة الدولة في الهوية والتراث الشعبي موضوعها «الهوية السوسيوثقافية لشرق المغرب من خلال القصيدة البدوية». عبد القادر الوكيلي: واسمه هو حبيب عبد القادر، من شعراء بني وكيل، وهو الأخ الأصغر لبنيونس الوكيلي، الذي لازال على قيد الحياة بالديار الفرنسية، حافظ لكتاب الله على عادة شرفاء بني وكيل، الذين كانوا يهتمون كثيرا بتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم. ظل الشيخ عبد القادر الوكيلي ملتزما بأداء القصيدة البدوية التقليدية، إلى أن اعتزل الغناء بعد أدائه فريضة الحج. وكان الشاعر عبد القادر وكيلي كثير التردد على الجزائر، خاصة المدن الغربية، فقد كان مطلوبا هناك لإحياء الأعراس لما يتميز به من فصاحة بدوية، وصوت صافي، ونفس عميق. ساعدته ذاكرته القوية على حفظ العديد من القصائد الشعرية لشعراء سابقين، وانعكس هذا المحفوظ على إنتاجاته، فظل وفيا للنهج التقليدي. وقد سجل العديد من القصائد بدار التسجيل المغربية «كازافون» وشركة «لحن الجزائر» . توفي سنة 2004 عن عمر يناهز السبعين سنة.