تتميز الجهة الشرقية بوجود عدد كبير من الشيوخ والشعراء الكبار، الذين تركوا بصماتهم على موروث القصيدة البدوية، نهل منها كبار المغنين والملحنين في الأغنية البدوية، سواء منهم الجزائريون أو المغاربة أو فنانو الراي في المغرب العربي الكبير أو في ديار المهجر. في هذه السلسلة، التي تقوم «المساء» فيها بتقديم بعض شيوخ القصيدة البدوية، نشير إلى أن من بين المراجع المعتمدة بحث الأستاذ «ميمون الراكب» لنيل دكتوراة الدولة في الهوية والتراث الشعبي موضوعها «الهوية السوسيوثقافية لشرق المغرب من خلال القصيدة البدوية». يعد عبد القادر التواهري من مواليد المهاية الجنوبية سنة 1945م. بدأ الغناء حسب قوله في الدوار عندما كانت تقام الأعراس فيطلبونه لتنشيط الحفل رفقة بعض الشباب في إطار الهواية، خاصة عندما يتعذر حضور شيخ مغن إليهم. نزح إلى مدينة وجدة وظل محافظا على اتصاله بشيوخ القصيدة البدوية، وبعد ما أحس بميولاته الشعرية بدأ ينظم الشعر، وقد ساعده انضمامه إلى جمعية «أنغام وفنون من الشعر الملحون « في التعرف على الشاعر بوعلام العباسي الذي طور موهبته وجعله يواظب على الإبداع رفقة مجموعة من الشعراء الشباب الذين ظلوا محافظين على استمرار القصيدة.