تتميز الجهة الشرقية بوجود عدد كبير من الشيوخ والشعراء الكبار، الذين تركوا بصماتهم على موروث القصيدة البدوية، نهل منها كبار المغنين والملحنين في الأغنية البدوية، سواء منهم الجزائريون أو المغاربة أو فنانو الراي في المغرب العربي الكبير أو في ديار المهجر. في هذه السلسلة، التي تقوم «المساء» فيها بتقديم بعض شيوخ القصيدة البدوية، نشير إلى أن من بين المراجع المعتمدة بحث الأستاذ «ميمون الراكب» لنيل دكتوراة الدولة في الهوية والتراث الشعبي موضوعها «الهوية السوسيوثقافية لشرق المغرب من خلال القصيدة البدوية». بنيونس الوكيلي هو الأخ الأكبر لعبد القادر الوكيلي. من مواليد 1938. حافظ لكتاب الله . ظل ملتزما في أدائه الغنائي بالقصيدة البدوية التقليدية. ويعد من الشيوخ القلائل الذين يجمعون بين نظم الشعر والغناء. وقد مكنه حفظ القرآن من التحكم في البلاغة وتبسيطها في قالب عامي لذلك كانت أغلب قصائده تتزاحم فيها التشبيهات والاستعارات. وهذه الميزة يشترك فيها أغلب شعراء بني وكيل لكونهم ظلوا محافظين على ثقافتهم التقليدية العربية البدوية. وحرصهم الشديد على حفظ القرآن وتلقينه لأبنائهم، لأن انتماءهم للنسب الشريف كان يحتم عليهم الالتزام الديني. هاجر في السبعينيات إلى فرنسا عاملا وظل مستقرا بها حتى بعد تقاعده. ترك الشاعر بنيونس الوكيلي رصيدا فنيا وشعرا مهما يتمثل في العديد من الأسطوانات الغنائية. وقد دخل ميدان التسجيل في وقت مبكر. وتعتبر هذه الأسطوانات والأشرطة التي سجلها الشيوخ في وقت سابق المصدر الأساسي، والوحيد الذي وثق نصوص القصيدة البدوية بشرق المغرب..