ارتكبت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مساء أول أمس الخميس، مجزرة جديدة في ضواحي مدينة حماة، أودت بحياة 267 شخصا، ضمنهم أطفال ونساء. وأفادت مصادر إعلامية، نقلا عن حقوقيين سوريين، سقوط الكثير من الجرحى في عمليات قصف قوي نفّذتها «عناصر تابعة للجيش النظامي السوري». وأضافت المصادر ذاتها أن «الكثير من جثث القتلى ما تزال متناثرة في الشوارع والحقول الزراعية، رغم نقل جزء منها إلى مسجد قرية «التريمسة»، الكائنة في ضواحي حماة، التي كانت مسرحا لهذه المجزرة الجديدة. وأفادت منظمات حقوقية سورية، استقت معطيات من عين المكان، أن من بين القتلى ثلاث عائلات على الأقل ذبح جميع أفرادها من قِبَل قوات الأسد، في حين قُتِل آخرون حرقا أو بعد إصابتهم في عملية قصف مكثفة استُعمِلت فيه الدبابات. وأكدت الهيئات ذاتها أن عنصرا من الجيش «السوري الحر» لقيّ مصرعه في اشتباكات مع قوات نظام بشار الأسد، بعد أن دخل «الجيش الحر» على خط المواجهة مع الجيش النظامي. وغداة المجزرة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مقره الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن، سقوط 26 شخصا في مدينة حمص في عمليات عسكرية استخدمت فيها قوات نظام بشار الأسد الأسلحة الثقيلة، حيث قصفت المدينة باستخدام المدافع وقذفت أحياء منها بالصواريخ.. وبخصوص الأسلوب الذي اعتمدته «شبيحة الأسد» في ارتكاب المجزرة الجديدة، قالت الهيئة العليا للثورة السوري إن عناصر الجيش السوري النظامي عمدت، في البداية، إلى تطويق قرية «التريمسة»، حيث قطعت عنها شبكة الكهرباء وجميع وسائل الاتصال، قبل أن تبادر إلى اقتحامها في وقت متأخر من مساء أول أمس الخميس. وفي أول رد فعل له على هذه المجزرة، وصفها المجلس الوطني السوري ب»الأكبر من نوعها التي يتم ارتكابها في حق الشعب السوري منذ بداية الثورة من حيث عدد الضحايا والطريقة الوحشية التي طبعت هذه المجرزة». كما اعتبر المجلس أن إقدام نظام الرئيس بشار الأسد على ارتكاب هذه المجزرة، التي لقيّ فيها العشرات مصرعهم، «دليل إضافي على استحالة الحوار مع هذا النظام»، مطالبا المنتظم الدولي بالتسليم بهذا الأمر الواقع. ولم يتردد برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، على توجيه اتهامات مباشرة لروسيا بتوفير غطاء دولي لنظام الأسد، مطالبا موسكو بتحمذُل كامل مسؤوليتها في المجاز التي يرتكبها هذا النظام في حق الشعب السوري. ونُقِل عن غليون قوله إنه «لولا الدعم الروسي لما تجرّأ نظام الأسد على ممارسة أبشع أنواع المجازر في حق الشعب السوري». وكانت مدينة حماة قد عرفت، قبل ثلاثين عاما، أي في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، أب الرئيس الحالي بشار الأسد، مجزرة سقط فيها عشرات الآلاف من سكان المدينة على يد قوات حافظ الأسد. وقد بدأت تلك المجزرة في ثاني فبراير 1982 ولم تتوقف أعمال القتل إلا في نهاية الشهر نفسه، بعد 27 يوما من انطلاقتها.