الرباط غزلان القطاوي (صحافية متدربة) صعّد مجموعة من المرضى في مستشفى الاختصاصات ابن سينا -مصلحة جراحة الأذن والأنف والحنجرة في الرباط من لهجتهم ضد إدارة المستشفى واتهموها بالتماطل في إجراء عمليات جراحية لحالات وُصِفت بالمُستعجَلة، بعد قضائهم عدة شهور داخل المصلحة، بسبب تعطل بعض المُعدّات والأجهزة التي تتطلبها العملية الجراحية وعدم التزام إدارة المستشفى بالمواعد المحددة. ووصف المرضى، الذين تجاوز عددهم عشر حالات، تماطل الإدارة ب«الحكرة» و»الاستخفاف» بصحتهم، خاصة أن حالات منهم صُنِّفت في خانة «المُستعجَلة». وأفاد مصطفى أعكيدات، أحد المرضى، «المساءَ» أنه حل بالمستشفى منذ شهر أبريل الماضي في حالة جد مستعجلة، حيث كان في حالة «غيبوبة»، وتطلب ذلك إجراء عملية جراحية آنية في الأذن، ومنذ ذلك التاريخ إلى حد الساعة لم تُجرَ له أي عملية. واستغرب أعكيدات طريقة تعامل المصلحة مع المرضى، إذ مرارا ما كان يطلب منه حلق شعره استعدادا للدخول إلى غرفة العمليات، ليتبين، في ما بعدُ، أنه «تم تأجيل» الموعد إلى أجَل غير مسمى، بسبب تعطل أحد الأجهزة، مضيفا: «نحن نستعمل الدواء ولم نجر أي عملية جراحية، مع العلم أن العملية التي لا تستغرق إلا ساعة ونصف استغرقت، إلى حد الآن، أكثرَ من ثلاثة أشهر من الانتظار». وحسب تصريحات المرضى، فإن إدارة المستشفى رفضت استقبالهم والتحاور معهم، إذ وصف أحدهم الوضع ب»الكارثي « داخل المستشفى وأنْ لا أحد يستجيب لهم في ظل لعبة شد الحبل والتنصل من المسؤولية بين رئيس المصلحة ومدير المستشفى. وفي السياق ذاته، صرّح لحسن أوعليش، الممرض الرئيسي في مصلحة جراحة الأذن والأنف والحنجرة، أن «المرضى جاؤوا إلى المستشفى من أجل اإجراء العملية الجراحية، بعدما أدّوا مبلغ 1500 درهم كتسبيق للدخول.. وبعد أكثر من شهر من الانتظار، قالوا لهم: الماكينة خاسرة».. وردا على هذه الاتهامات، صرح لحسن أكناو، مدير مستشفى الاختصاصات في ابن سينا، ل»المساء» بأن تأخر إجراء العمليات لبعض المرضى راجع، بالأساس، إلى كون المصلحة «منخورة من الداخل» وتُواجه عدة مشاكل، على رأسها تقادُم مُعدّات الجراحة وتزامن هذه الفترة مع العطلة الصيفية، ما عقّد عمليات إصلاح المُعدّات المُعطَّلة، كما أن الشركة الوحيدة التي يستورد منها المستشفى هذه المعدات في عطلة. وأضاف أكناو أن الإدارة لا تتحمل مسؤولية تعطل الأجهزة وأن مصلحة جراحة الأذن والأنف والحنجرة هي المسؤولة الأولى عن هذا الخلل. من جهته، اتهم محمد القزابري، رئيس مصلحة جراحة الأذن والأنف والحنجرة، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إدارة المستشفى بتحمُّل المسؤولية في اقتناء هذه الأجهزة، قائلا إن المصلحة لا علاقة لها بتأخير مواعد إجراء العمليات. وفي ظل تبادل الاتهامات بين الإدارة ورئيس المصلحة، يبقى المرضى هم الضحايا الذين يؤدون «ضريبة» هذا التماطل.