كانت الحكاية، إضافة إلى كونها وسيلة للترفيه والتسلية، وغمر المتخيل الطفولي بالرغبات التي تتحقق بسهولة، وسيلة للتربية والتنشئة الاجتماعية للفرد والمجتمع. من يقول إن الحكاية المغربية لم تقف في صف المرأة ولم تناد بحقوقها وبإنصافها من كل ظلم لحقها.. بل أكثر من ذلك، لقد جعلت هذه الحكاية المرأة سببا في نجاحات الرجل وفي إخفاقاته. الحكاية كان حتى كان، في ما مضى من الزمان، حتى كان الحبق والسوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة والسلام.. هذا واحد السلطان كان يعيش هاني مع مراتو، وكانو فكل صباح كايشوفو واحد الحطّاب كايدوز هاز لحطب على حمارة باش يبيعو في السوق، وبقى على هاذ الحال عشرين عام... وفي واحد النهار، كان الحطاب دايز كيما مولف حدا دار السلطان هما يشوفوه -السلطان ومراتو- وهي لمرا قالت للسلطان: -«الراجل إيلا طلع من لمرا وإيلا هبط من لمرا».. وملّي سمع السلطان هاذ الكلام ناض طلّق مراتو، ومشات المرا عند الحطاب، وقالت ليه بلّي راه تطلقات بسبابو وطلبات منو باش يتزوج بيها وقبل وتزوج بيها.. وفي واحد النهار، مشات لمرا تتوضى وبغات تصلي الفجر، وهي تشوف واحد الزيف مْعلّق في الحيط، وهي تجرّو وهو الذهب بدا ينزل من واحد الحفرة في الحيط.. فرحات المرا وقالتها للحطاب، ودّات الذهب وباعتو وشرات بلاد وجابت البنّايا اللّي بناو قصر السلطان، وطلبات منهوم باش يبنيو ليها بحال قصرو، وجابت النقّاشة وقالت ليهم ينقشو ليها بحال نقش السلطان.. وبعد أيام، مشى الحطاب عند السلطان وعرض عليه للغدا، وملّي جا عند الحطاب لقى المرا اللي كانت مراتو، هو يقول ليها: - «واش أنتِ اللّي كنت مراتي؟».. قالت ليه: »أييه، أنا هي». وهي تعاود ليه الكلام للي قالت ليه واللّي كان السباب في فراقهوم: -«الطالع من المرا والهابط من المرا».. ومشات حجايتي من لواد لواد وبقيت أنا مع ولاد لجواد.
المصدر : الدكتور محمد فخرالدين -كتاب موسوعة الحكاية الشعبية -الحكاية 20.