في جريمة غريبة صدمت الرأي العام المحلي بمدينة مكناس، أقدم شرطي على قتل فتاة لا تزال تتابع دراستها في السنة التاسعة من التعليم الأساسي. الشرطي الذي ارتكب الجريمة البشعة يوم الخميس الماضي استعمل في هذا الهجوم السلاح الأبيض، حيث وجه ثلاث طعنات بالسكين إلى الضحية. وقالت المصادر إن الطعنات التي أصابت الضحية في القلب والكلية عجلت بموتها، فيما اعتقلت عناصر الأمن المتهم بارتكاب الجريمة، وقدم في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء على أنه يعاني من مرض نفسي، وهو في عقده الرابع. وطبقا للمعلومات التي توصلت إليها «المساء»، فإن المتهم بارتكاب الجريمة يشتغل في سلك الأمن الوطني منذ أكثر من 15 سنة، ويعمل حاليا في مدينة الحاجب، لكن بعض السكان يقولون إن سلوكاته توحي بأنه يعاني من اضطرابات نفسية، وقد سبق للسلطات الأمنية أن اعتقلته لارتكابه مخالفة. وأوضحت مصادر أمنية أن مرتكب هذه الجريمة، الذي كان يعمل موظفا للأمن بمدينة الحاجب، كان في وضعية استشفاء طويلة الأمد بسبب تقديمه ملفا طبيا يتعلق بمرض نفسي. وأضافت أن التحريات المنجزة في هذه القضية لم تؤكد وجود أي دوافع ظاهرة وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة التي أغضبت العشرات من تلاميذ المؤسسات التعليمية في المدينة، وخرج عدد منهم يوم الجمعة في وقفة احتجاجية أمام ولاية الأمن، مطالبين بمعاقبة المتهم بارتكاب الجريمة، وحماية الأطفال من طعنات الكبار، وتوفير الأمن في الأحياء الشعبية بالمدينة. الفتاة الصغيرة التي أنهت سنتها الدراسية، وخلدت لعطلتها الصيفية كغيرها من التلميذات لم يكن يدور بخلدها عندما خرجت ليلا إلى مطرح مجاور للنفايات لكي تتخلص من نفايات المنزل، أن نهايتها ستكون بهذه الطريقة، وعلى يد شرطي وجه لها طعنات بالسلاح الأبيض، حسب المصادر المقربة التي حكت تفاصيل الجريمة الصادمة ل«المساء». فقد لمحت خالتها شخصا يتعقب خطواتهما، وتمكنت من الفرار وهي تصرخ، وصدى الصراخ يتردد ب«قصر شعشاع»، فيما عجزت الطفلة عن الفرار، مما سهل على مرتكب الجريمة الإمساك بها، وتوجيه الطعنات القاتلة إلى جهات حساسة في جسدها. ولم ينفع نقلها إلى قسم المستعجلات في إنقاذ حياتها، بعدما تعرضت لنزيف حاد ناجم عن حدة الطعنات، وتأخر الإسعاف، واللجوء إلى سيارة خاصة من أجل نقلها إلى مصالح المستشفى. أما رجل الشرطة المريض فقد انسحب بهدوء بعد ارتكاب الجريمة، وعاد إلى منزل عائلته، قبل أن يتم اعتقاله للتحقيق معه، وتقديمه إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالمدينة.