لعب الحظ دورا كبيرا في حل لغز الجريمة التي اهتزت لها مدينة أصيلة، صباح يوم الجمعة المنصرم، حين تمكنت مصالح الأمن من إيقاف الجاني قبل اكتشاف جثتي المجني عليهما.ولم يكن يعلم شرطي المرور أن الأمر يتعلق بشخص فار من مسرح لجريمة قتل لحظة إلقائه القبض على المتهم (طارق الهواري)، 26 سنة، بعدما اشتبك معه هذا الأخير، وقام بعضه في يده، حين كان يحاول (المتهم) الفرار على متن سيارة مرقمة بإسبانيا عقب اصطدامه بسيارة أخرى عند مغادرته موقف السيارات، قبل أن تعترض طريقه إحدى الشاحنات ويلحق به (الشرطي) ويسلمه إلى عناصر دائرة أمن أصيلة، ليتبين بعد ذلك أن خلفيات هذا الحادث كالشجرة التي تخفي وراءها غابة. وقد اعترف المتهم الذي كشف البحث الأولي للشرطة، أن له عدة سوابق في قضايا السرقة والضرب والجرح، وغادر السجن المحلي بطنجة مؤخرا بعد قضائه 8 أشهر حبسا نافذا، كما سبق له أن قضى عقوبة حبسية مدة سنة ونصف بسجن برشلونة بإسبانيا، التي كان قد هاجر إليها بطريقة غير شرعية ، قبل أن يتم ترحيله إلى المغرب سنة 2006، (اعترف) بقتله لإسبانيين داخل منزليهما بالمدينة القديمة لأصيلة . وبعد انتقال عناصر الأمن رفقة السلطات المختصة إلى عين المكان، عثروا على جثة رجل إسباني، 50 سنة، مذبوح من عنقه، وعلى بطنه آثار لعدة طعنات بالسكين، وبنفس غرفة النوم كانت هناك جثة زوجته ، 49 سنة، التي فارقت الحياة جراء إصابتها بجرح غائر في عنقها وتلقيها لطعنات في صدرها. وكان الجاني، حسب تصريحاته أمام الضابطة القضائية لولاية أمن طنجة، قد تسلل إلى منزل الضحية الإسباني، الذي يقطن بمدريد، ويمتلك هذا المسكن بأصيلة منذ حوالي 3 سنوات مضت، من سطح منزل الجيران، عند حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم الجمعة، وشرع في تفتيش المنزل، قبل أن يباغت صاحبه وزوجته وهما على فراش نومهما، ويقتل الأول ثم يكتم أنفاس الضحية الثانية، التي استفاقت على صراخ زوجها بطريقة بشعة. وبعدما أسدل المتهم ستار جريمته، قام بتنظيف مسرحها من دماء الضحيتين، وخلد إلى النوم إلى حين طلوع نهار ذلك اليوم الذي استيقظ فيه سكان أصيلة على وقع هذه المذبحة التي خاب فيها ظن مرتكبها، حين لم يكن نصيبه من دافع سرقته سوى مبلغ زهيد لا يتعدى 22 أورو، و420 درهما، بعدما لم يفلح في الاستيلاء على حاسوب محمول وكاميرا رقمية، كما فشلت محاولته لسرقة سيارة الضحية من نوع «فولفو».