لم يجد حسن العرباوي رئيس فريق رجاء بني ملال لكرة القدم ما يدافع به عن قرار المكتب المسير بالتخلي عن خدمات المدرب يوسف فرتوت الذي قاد الفريق إلى القسم الوطني الأول بعد 11 سنة من الغياب سوى اتهامه لفرتوت ب»استنزاف» مالية الفريق، لأنه ظل يطالب المسيرين بتسليم اللاعبين مستحقاتهم المالية وتحفيزهم على تحقيق الانتصارات لتحقيق الصعود. مبررات رئيس رجاء بني ملال وبقية أعضاء مكتبه المسير تبدو غريبة، بل إنها تكشف أن الصعود الذي تحقق لم يكن بتخطيط من المكتب المسير، وإنما جاء نتاج عمل المدرب فرتوت الذي تسلح بالثقة وآمن بإمكانية تحقيق الصعود، وكذا تضحيات اللاعبين الذين ما أن لاحت لهم بوادر الأمل حتى تمسكوا بها وصنعوا في النهاية فرحة مدينة بأكملها. رئيس رجاء بني ملال الذي اتهم فرتوت باستنزاف مالية الفريق، هو بنفسه كشف أن الصعود الذي حققه الفريق لم يكلفه إلا 600 مليون سنتيم، فعن أي استنزاف يتحدث إذا علما أن هذا المبلغ صغير جدا مقابل تحقيق هذا الإنجاز، بل إن فرقا في بطولة القسم الأول هواة تصرف 500 مليون سنتيم سنويا. إن الصعود الذي حققه رجاء بني ملال هو إنجاز بكل المقاييس، فالفريق الذي كان يحتل المركز الأخير في الترتيب بعد مرور عدة جولات وجد نفسه بعد مجيء فرتوت وقد أصبح في المركز الأول ودون أن يتلقى أية خسارة في ملعبه. وللأسف فبدل أن يشكر المكتب المسير المدرب فرتوت على العمل الذي قام به والفرحة التي رسمها على وجوه الملاليين، فإنه بدل ذلك كافأه بقرار فسخ التعاقد معه دون أن يخصه ولو بكلمة شكر، كما لو أن فرتوت ارتكب جريمة في حق الفريق وهو يخلصه من «وحل» القسم الثاني. إن مسؤولي رجاء بني ملال الذين مازالوا يتلذذون بطعم الصعود، ربما ليسوا مدركين أن الصعود مجرد محطة في مسار هذا الفريق العريق وأنه من المطلوب اليوم البحث عن السبل التي ستبقيه في القسم الأول، بل ويتحول في مرحلة لاحقة إلى اسم له وزنه، كما فعلت فرق عدية صعدت من القسم الثاني. رجاء بني ملال اليوم لا يتوفر إلا على أربعة لاعبين فقط، هم الذين مازالوا مرتبطين معه بعقود، والمدرب المقبل ليس معروفا، وبرنامجه الإعدادي مازال في علم الغيب، علما أنه سيجري منافسات البطولة بعيدا عن ملعبه. لذلك فإن مسؤولي بني ملال الذين اتهموا فرتوت باستنزاف الفريق، قد يصيبون الفريق في مقتل، ويحولون «نعمة» الصعود إلى «نقمة» وهم الذين مازالوا لم يستفيقوا بعد من سباتهم.