دارت مواجهات عنيفة بين مئات الأشخاص من سكان دوارين بجماعة أيت يحيى، التابعة لقيادة آموكر ميشليفن وأيت علي وسو بإقليم ميدلت، عشية أول أمس الأحد، في حين لم يشارك سكان دوار أيت حطاب في هذه المواجهات مثلما جرت العادة. وقد أسفرت المواجهات عن إصابات حسب مصادر من المنطقة. وأكدت المصادر ذاتها أن طلقات نارية تم إطلاقها في الهواء من طرف جهات مجهولة، مما أرعب السكان، حيث عبر بعض أبناء المنطقة عن تخوفاتهم من أن تكون البندقية في ملكية أحد سكان الدواوير، الذين يواصلون «حرب المقالع» والتراشق بالحجارة منذ عدة سنوات، وأنها اندلعت السنة الجارية عدة مرات وامتدت لأكثر من شهر كامل وأسفرت عن إصابات وجروح في صفوف الدواوير «المتطاحنة»، بسبب جبل للرعي، رغبة في حصول كل دوار على نصيبه في رعي مواشيه في هذا الجبل، مهما كانت ضريبة هذا الأمر، في الوقت الذي توجد فيه أعراف متعارف عليها بالمنطقة تحدد لكل دوار نصيبه في هذا الجبل الذي يقع على سبيل «الشُرْكة». وأكدت مصادر من المنطقة أنه طالما كان هذا الجبل سببا في الخلافات بين سكان المنطقة، غير أن المشكل قد اتخذ منحى تصعيديا منذ السنة الماضية، وأن السلطة المحلية في المنطقة أصبحت «عاجزة تماما» عن السيطرة على الوضع. واندلعت المواجهات منذ الخميس الماضي، وهو يوم افتتاح الجبل من أجل استغلاله في الرعي، في الوقت الذي يمنع فيه الرعي على العموم في الشهور الأخرى من أجل تكاثر الكلأ. فيما أكدت المصادر ذاتها أن مواجهات أول أمس انطلقت بعدما تم ضبط «راعي غنم» يرعى مواشيه بالجبل، حيث تم «حجز» مواشيه لديهم إلى أن تدخلت السلطات المحلية وأعادت المواشي إلى مالكها، حيث اندلعت المواجهات فيما بعد. سكان بالمنطقة، ممن يعتبرون المواجهات «خارجة» عن القانون ويمكن لها أن تأخذ منحى وصفوه ب«الخطير» قد تذهب ضحيته أرواح من البلدة، طالبوا الجهات العليا بالتدخل لإنهاء هذا المشكل ووضع صيغة نهائية ترضي جميع الشركاء، ووضع قوانين صارمة تمنع على أي واحد منهم مثل هذه المواجهات، التي وصفتها مصادرنا بأنها شبيهة بما كان يجري في العقود الغابرة. وقال رئيس الجماعة إن «المجلس القروي عمل ما في وسعه من أجل حل هذا المشكل وامتصاص غضب السكان لوقف المواجهات التي اندلعت منذ حوالي شهر، إلا أنه عجز عن ذلك، بسبب حدتها».