تجري مواجهات دامية بين سكان ثلاثة دواوير في إقليم ميدلت، وهي أيت حطاب، ميشليفن وأيت علي وسو في جماعة أيت يحيى، التابعة لقيادة آموكر، حيث صعد 600 من السكان، منذ ليلة أمس الأربعاء، إلى الجبل وهم مدججون ب»المْقالع» التقليدية، من أجل التراشق بالحجارة عن بعد، والحصيلة إصابة 10 أشخاص على الأقل إصابات متفاوتة الخطورة، من بينها إصابات في الرأس. وتجري المواجهات في الدواوير المذكورة بين حوالي 200 شخص من كل دوار، حيث انتقل عشرات الأشخاص إلى الجبل ودخلوا في مواجهات، وُصِفت من لدن بعض سكان المنطقة ب»الدامية»، رغبة في الحصول على نصيب كل دوار من حقه في رعي مواشيه في هذا الجبل. وأكدت مصادر من المنطقة أنه طالما كان هذا الجبل سببا في الخلافات بين سكان المنطقة فإن المشكل قد اتخذ منحى تصعيديا منذ السنة الماضية وأن السلطة المحلية في المنطقة أصبحت «عاجزة تماما» عن السيطرة على الوضع. وقال رئيس الجماعة إن «المجلس القروي عمل ما في وسعه من أجل حل هذا المشكل وامتصاص غضب السكان لوقف المواجهات التي اندلعت منذ حوالي شهر، إلا أنه عجز عن ذلك، بسبب حدتها». وأضاف المصدر نفسه أنه تم الاتصال بالسلطات الإقليمية من أجل التدخل، حيث من المرتقَب أن تتدخل القوات العمومية لتفريق السكان، الذين قضوا ليلة الثلاثاء -الأربعاء في الجبل. وأكدت مصادر من المنطقة أن أسباب هذه المواجهات تعود بالأساس إلى رفض دوار أيت حطاب، الذي يملك 50 في المائة من الجبل، في المنطقة المعروفة ب»أقدار»، ودوار أيت علي وسو، الذي يملك الربع، السماح لسكان يقطنون في دوار ميشليفن بالاستفادة من نصيبهم، المحدد في الربع، من أجل الرعي فيه، وهو ما أشعل فتيل المواجهات، التي ما زالت لم تضع أوزارها بعدُ، كما لم تحُلَّ القوات العمومية بعدُ لفض هذه المواجهات، التي قد تسفر عن ضحايا في حال لم تتدخل جهات عليا لفض هذا الخلاف بشكل نهائي حول منطقة «أقدار»، التي ألِف السكان منع الرعي فيها، وهو ما يسمى محليا «أكدال»، إلى حين فترة معينة وفتحها أمام الرعي، غير أن ذلك يتم بقوانين عرفية متعارَف عليها في المنطقة. وأضافت المصادر ذاتها أن المواجهات نشبت بسبب نية بعض السكان منع سكان دوار ميشليفن من الاستفادة، والسبب وجود بعض من وصفوهم ب«الغرباء» عن المنطقة، علما أنهم يستقرون في المنطقة منذ حوالي 100 سنة.