وصف عبد الرحمان بنعمرو، الأمين العام السابق لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حكومة عبد الإله بنكيران، بالمشلولة والفاشلة وغير القادرة على مواجهة لوبيات الفساد والاستبداد والمستفيدين من اقتصاد الريع. وقال بنعمرو، في كلمة ألقاها بالقنيطرة باسم الكتابة الوطنية واللجنة المركزية للحزب، بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي السابع لحزب الطليعة، الذي اختتم أشغاله، أول أمس، إن الحكومة الحالية لا تختلف في نهجها وأهدافها عن الحكومات السابقة، رغم ما أسماه الخطاب الشعبوي المصاحب لعملها. وأضاف موضحا أن الشعب المغربي وجد نفسه في نفس أجواء السنوات الماضية، أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، وتضليل إعلامي غير مسبوق، وقمع متواصل للحركات المطلبية والاحتجاجية، وهيمنة الفساد على المرافق العمومية، حسب قوله. وكشف العضو القيادي في الحزب اليساري المعارض أن المرحلة الراهنة عرفت «تراجعات خطيرة «مست الحريات العامة وحقوق الإنسان، وكشفت زيف شعارات محاربة الفساد وتخليق الحياة العامة، وقال إن حكومة بنكيران لم تستطع إيقاف تدهور الأوضاع المعيشية للجماهير الكادحة وباقي الفئات الاجتماعية ومحاربة الفساد، بل الأنكى من ذلك أنها أقدمت على اتخاذ إجراءات «لا شعبية» و«لا ديمقراطية» من شأنها الإجهاز على ما تبقى من القدرة الشرائية لأوسع الفئات الاجتماعية بدعوى الحفاظ على التوازنات المالية، يضيف بنعمرو. وأبدى المتحدث استغرابه الشديد من رفض الحكومة الحالية إحداث ضريبة على الثروة، وعجزها عن مواجهة لوبيات اقتصاد الريع، ولجوئها إلى «التأويل المخزني» للدستور، مشيرا إلى أن محاولة القيام بدور مزدوج يزاوج بين الخطاب الشعبوي والتطبيق المخزني تكشف مأزق الذين اختاروا في هذا الظرف بالذات تحمل المسؤولية في تدبير أزمة بنيوية عميقة ومركبة يمر بها المجتمع المغربي بسبب إصرار من أسماها «الطبقة الحاكمة» على رفض التغيير الديمقراطي والإصلاح الحقيقي.