عبد الرحيم ندير قررت شركة الطيران منخفض التكلفة «ريانير» تقليص أنشطتها في المغرب وحذف 6 رحلات ابتداء من فاتح أكتوبر المقبل، في خطوة تنبئ بفشل تجربة «اللوكوست» في المغرب، خاصة بعد الأزمة المالية التي عانتها «جيت فور يو» وتوقف رحلاتها نحو المدن المغربية. وأوضحت «ريانير» أن هذا الإجراء، الذي يمكن أن يشكل خطوة في اتجاه رحيل الشركة بشكل نهائي من المغرب، يعزى إلى عدم قدرة الشركة على مسايرة ارتفاع رسوم استخدام المطارات المغربية، وذلك بعد الزيادة التي أقرها المكتب الوطني للمطارات مؤخرا، مشيرة إلى أنها بدل أن توقف أنشطتها بشكل نهائي لجأت إلى حذف 6 رحلات تهم خطوط الناظور- جيرون- مدريد ووجدة- مارساي- شارلوروا وفاس- لندن ومراكش- فالنسيا. وقالت الشركة إنه من غير المقبول أن يقوم المكتب الوطني للمطارات، دون سابق إنذار، برفع رسوم استخدام المطارات، وبالتالي الزيادة في تكلفة استغلال «ريانير» لخطوطها، متسائلة كيف يمكن لشركة تعمل في مجال الطيران منخفض التكلفة مسايرة هذا الوضع؟. وتنقل شركة «ريانير» حوالي 100 ألف مسافر سنويا في اتجاه المغرب، كما تسير أزيد من 1500 رحلة عبر العالم يوميا انطلاقا من 44 مطارا، من بينها 1300 رحلة منخفضة التكلفة نحو 27 بلدا و160 وجهة. وكان المدير التجاري لشركة «ريانير» لويس فرناندو ميادو، قال إن الشركة مرتاحة بخصوص مردودية خطوطها الجوية الرابطة بين أوربا ومختلف مدن المغرب. واعتبر أن إحداث خطوط جوية جديدة يدخل في إطار استراتيجية الشركة الإيرلندية المتمحورة حول فتح وجهات جديدة، بالرغم من فترة الركود التي عرفها القطاع على المستوى العالمي، وذلك من أجل الاستجابة إلى حاجيات الزبائن المتزايدة للرحلات منخفضة التكلفة. غير أن الموقف الحالي للشركة يتناقض مع هذا الطرح، ما يؤشر على مواجهتها لمشاكل مع المسؤولين المغاربة في الآونة الأخيرة. وتعكس المصاعب التي تواجهها شركة «ريانير» أزمة قطاع الطيران منخفض التكلفة في المغرب، إذ كانت المنظمة العالمية للطيران قامت بالتشطيب على «جيت فور يو» من لائحة شركات الطيران المغربية ومن لائحة شركات الطيران المعتمدة من طرف المنظمة. وجاء ذلك إثر العجز عن تحقيق أرباح طيلة عمرها الذي لم يتجاوز ست سنوات، وهو العجز الذي قلص مهامها في المغرب إلى بيع تذاكر السفر، علما أن ارتباط ميلادها في فبراير 2006 بوضع إستراتيجية جلب 10 ملايين سائح في أفق 2010 جعل منها شركة مدللة حظيت بعناية كل من وزير السياحة السابق، عادل الدويري، ووزير التجهيز والنقل السابق، كريم غلاب.