أكدت مصادر متطابقة أن شركة «فيوليا»، التي تتولى تدبير قطاع النظافة بالعاصمة الرباط، تستعد للانسحاب بعد أن أعلنت في وقت سابق عجزها عن الاستمرار في تدبير قطاع النقل من خلال شركة «ستاريو»، علما أن مسؤولا بالشركة احتج في وقت سابق على المكتب المسير لبلدية الرباط، وقال إن المغاربة ينتجون الأزبال بشكل مبالغ فيه، وهو ما كشف عنه العمدة فتح الله ولعلو في دورة سابقة. وذكرت المصادر ذاتها أن ولاية الرباط توصلت برسالة في الموضوع، حيث من المقرر أن تجمد الشركة نشاطها المرتبط بقطاع النظافة، الذي يكلف المدينة 16 مليار سنتيم سنويا خلال الشهر الحالي، في الوقت الذي تعكف فيه وزارة الداخلية على وضع دفتر تحملات جديد للقطاع، بعد أن تحولت العاصمة إلى مطرح لأطنان من النفايات التي احتلت لها مكانا بأهم الشوارع، بما في ذلك شارع محمد الخامس حيث يوجد مقر البرلمان، وهو الأمر الذي تعارضه عدة أصوات من داخل المجلس، والتي تطالب بالقطع مع التدبير المفوض، بعد أن أثبت فشله بعدد من المدن. وفي سياق متصل، كشفت المصادر ذاتها أن عددا من الفعاليات الجمعوية والمواطنين يستعدون للتصعيد لإجبار المسؤولين والمنتخبين على تحمل مسؤوليتهم بخصوص هذا الملف، من خلال القيام بحملة لجمع الأزبال، ورميها في الملتقيات الطرقية وقرب المؤسسات العمومية، بعد أن سجل عجز واضح لمجلس المدينة في تدبير العلاقة مع الشركات الثلاث، التي تتولى قطاع النظافة مقابل ملايير السنتيمات التي تستهلك ميزانية المجلس، خاصة أن هذا الأخير أصبح أمام عجز مالي وصف ب»الخطير»، رغم الإمدادات المالية التي توصل بها في وقت سابق من وزارة الداخلية. في السياق ذاته، قال المستشار عدي بوعرفة إن المجلس قدم استقالته منذ وقت طويل، بعد أن تحولت العاصمة إلى كارثة بيئية، وهو الوضع الذي يأتي أياما قليلة بعد تصنيفها كتراث إنساني. وأضاف عدي أن التدبير المفوض «صفحة يجب أن تطوى لأنه يستنزف المال العام دون أي نتيجة»، وقال: «هل المغاربة عاجزون عن جمع أزبالهم حتى ننتظر الأجانب»، مشيرا إلى تجربة مدينة أكادير، التي تتولى فيها البلدية قطاع النظافة. وأكد أن مبلغ 16 مليارا، الذي يتم تحويل جزء منه إلى الخارج بالعملة الصعبة يتعين منحه للمقاطعات التي بإمكانها اللجوء إلى الليزينغ لاقتناء المعدات والعمل على رد الاعتبار للرباط وجعلها عاصمة نظيفة. ويأتي انسحاب «فيوليا» من قطاع النظافة، بعد أن تخلت في وقت سابق عن تدبير قطاع النقل بعد الخسائر التي قالت شركة «ستاريو» إنها تكبدتها، والتي فاقت 40 مليار سنتيم، بعد أن فازت بصفقة التدبير المفوض، وهي الصفقة التي انتهت بإغراق العاصمة بحافلات متهالكة تم جلبها من مستودعات الشركة بكل ن فرنسا وهولندا.