أفادت مصادر من بلدية آسفي بأن مجلس المدينة الحضري قد أصدر قرارا بتغريم شركة النظافة «فيوليا» غرامة قيمتها 100 مليون سنتيم، بعد ضبط شاحناتها تقوم بتضخيم وزن حمولة الأزبال.. ويأتي هذا التغريم بعد مرور مدة قصيرة على غرامة مماثلة بقيمة 46 مليون جراء «غرق» المدينة في أطنان من الأزبال و انعدام آليات الصيانة لحاويات شركة «فيوليا» و تراجع خدماتها. وأضافت مصادر «المساء» في بلدية آسفي بأن هناك توثترا كبيرا بين مجلس المدينة الحضري وشركة «فيوليا» للنظافة، التي كانت قد فازت بصفقة تدبير النفايات العمومية في مدينة آسفي، في شهر أبريل من سنة 2004 بقيمة مالية وصلت إلى 3 ملايير و200 مليون سنتيم وأن عقد التدبير المفوض الذي فازت به الشركة سينتهي في غضون شهرين من الآن. وفي سياق متّصل، أكد مصدر رسمي من بلدية آسفي صحة هذه المعلومات، مضيفا أن مجلس المدينة الحضري قرر إنهاء عقد التدبير المفوض مع شركة «فيوليا» لوصول أجله وأن بلدية آسفي تحضِّر حاليا كل المساطر القانونية لإعلان طلب عروض عمومي تتنافس فيه كل الشركات ذات الصلة بشروط جديدة ودفتر تحملات جد مضبوط. وقال أكثر من مصدر من بلدية آسفي إنه لا المواطنون ولا السلطات المحلية ولا المجلس الحضري المنتخَب راضون عن خدمات شركة «فيوليا» وإن تراجعا كبيرا في خدماتها في السنين الأخيرة أغرق المدينة في الأزبال والنفايات المنزلية التي تتجمع في أكثر من نقطة سوداء، وإن عدم التزام الشركة بدفتر التحملات في ما يخص احتساب وزن حمولة الأزبال، عبر ميزان خاص، جعلها خارج أي مراقبة من قِبَل مصالح البلدية على عهد المجلس السابق. وأفادت المصادر ذاتُها أن المجلس الحالي وبعد أن ألزم شركة «فيوليا» باحترام دفتر التحملات واحتساب حمولة الأزبال بالميزان، جعل المشرفين على الشركة يخلطون كميات كبيرة من المياه العادمة مع الأزبال حتى يرجحوا كفة الميزان.. وهي العملية التي وقف عليها شخصيا رئيس مجلس مدينة آسفي، خلال إحدى زياراته التفقدية لمطرح الأزبال العمومي، وكانت وراء تغريم الشركة بقرابة 100 مليون سنتيم. وبخصوص المتأخرات المالية التي بذمة مجلس مدينة آسفي لصالح شركة «فيوليا» التي ترتفع إلى 3.5 ملايير سنتيم، قال مصدر مأذون من مجلس بلدية آسفي إن المجلس السابق، على عهد رئيسه عبد الرحيم دندون، كان لا يؤدي 3.2 ملايير سنتيم في السنة لصالح الشركة، وهي العملية التي جعلت ديونا كثيرة تتراكم على ذمة المجلس الحضري الحالي، الذي أبرم اتفاقا مع وزارة الداخلية من أجل إعادة جدولة الديون لصالح شركة «فيوليا». وقد رفض أكثر من مصدر من شركة «فيوليا» التعليق على أسئلتنا.. في وقت تحولت شوارع آسفي إلى حاويات مفتوحة للنفايات والأزبال المنزلية، التي تبقى متراكمة لأيام عدة، مما أوصل المدينة إلى وضع بيئي جد خطير في رأي المركز المغربي لحقوق الإنسان، الذي أصدر بيانا في الموضوع.