ان الزائر لمدينة الصويرة تستهويه اول وهلة نقاء شارعها الرئيسي المطل على البحر لدرجة يعتقد معها انها من انظف مدن العالم .وما ان يتوغل في دروبها حتى تخنقه روائح الازبال المنتشرة في كل ازقة ودروب الصويرة ,ليعيدالنظر في الصورة التي اخذها في الوهلة الاولى ويطرح عدة تساؤلات من قبيل " اين الشركة التي عهد اليها امر نظافة المدينة؟ وكم تأخذ من المجلس البلدي مقابل تنظيف المدينة؟. وما ان يعرف الجواب حتى يصاب بالدوران . ذلك ان الشركة المتعاقد معها من اجل نظافة المدينة تتقل كاهل بلدية الصويرة بمليار سنتيم سنويا ومع ذلك فهي لا تقوم بواجبها ولا تهتم الا بواجهة المدينة ليعتقد السائح ان الصويرة من انظف مدن العالم . فرغم وجود مصالح تقنية تابعة للبلدية مهمتها مراقبة عمل الشركة وتغريمها في حالة عدم قيامها بواجبها فان هذه المصالح غير آبهة على الاطلاق بالدور المنوط بها ولم يسبق لها قط ان وجهت اي انذار للشركة او قامت بتغريمها على عدم قيامها بعملها رغم انتشار الازبال في كل جنبات المدينة الشيء الذي اثر سلبا على صحة المواطن البئيس الذي يؤدي الضريبة على نظافة مدينته دون ان يستفيد من حقه في النظافة. وقد ناقش المجلس البلدي بالصويرة في دورته الاخيرة مشكل نظافة المدينة وتم الاستماع لممثل الشركة الذي ارجع سبب انتشار الازبال الى الابقار التي تجوب احياء المدينة ليل نهار والتي تقوم بقلب الحاويات المخصصة للنفايات في انتظار نقلها خارج المدينة .غير ان هذا لايمكن اعتباره سببا وجيها ينهض للقول بان الخطأ لاتتحمله الشركة بقدر ما تتحمله الابقار والحيوانات .ذلك ان البلدية عندما تعاقدت مع الشركة بهذا المبلغ الخيالي "مليار سنتيم سنويا" وعندما قبلت الشركة تحمل مسئولية نظافة المدينة فهذا يعني انه على الشركة ان لا تترك الازبال في الحاويات وان تسرع في حملها واخراجها خارج المدينة قبل ان تقلبها الابقار وعليها كذلك ان تزيد من عدد العاملين لديها وتزيد كذلك من معداتها (شاحنات ,حاويات,القيام بانشطة تحسيسية لحث المواطنين على الاعتناء بالمدينة الخ...) حتى تقوم بالمهمة المنوطة بها احسن قيام .اما ان تتسلم مبلغ مليار سنتيم سنويا دونما القيام بالواجب فهذا يجعل مسئولية المجلس البلدي قائمة وعليه ان يتدخل لفسخ العقدة مع الشركة والتعاقد مع شركة اخرى اهلة للمسئولية.