لازال مسلسل الفضائح بأقسام الولادة متواصلا بعد أن انتهت عملية ولادة بالمستشفى الحسني بالناظور إلى كارثة تسببت في وفاة الأم إثر نزيف حاد تواصل لساعات، دون أن تلقى أي عناية، فيما حكم على الجنين أن يولد يتيما، ويحمل على ذراعه اليسرى إصابة لحقت به بعد سحبه بقوة لإجباره على استقبال الحياة. الواقعة تحولت إلى شكاية توصل بها وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية من طرف ابنة الهالكة، التي دعت إلى فتح تحقيق نزيه ومعاقبة كل الأطراف المتورطة فيما أسمتها «الجريمة» التي تسببت في وفاة والدتها، والتي حملت مسؤوليتها إلى طبيب وممرضة عاملين بالمستشفى. وأشارت الشكاية، التي من المنتظر إحالتها على الشرطة القضائية لتعميق البحث، إلى أن الضحية ولجت إلى قسم الولادة بمستشفى الناظور ووضعت مولودها بطريقة عادية تحملت معها آلاما فظيعة لا تطاق، بحكم وزن الجنين الذي وصل إلى خمسة كليوغرامات، وهو ما يفرض عادة اللجوء إلى عملية قيصرية لتجنب المضاعفات. وأشارت الشكاية إلى أن الأم الضحية، وبعد ساعات من وضعها للجنين، أصيبت بنزيف حاد جعل ابنتها تسارع إلى طلب حضور الطبيب أو الممرضة من أجل فحصها، وهو ما تكرر في أكثر من مناسبة، وأكدت أنها اضطرت في النهاية إلى تسليم 300 درهم إلى إحدى الممرضات من أجل علاج والدتها دون أن تدرك أنها كانت تحتضر، بعد أن عانت كثيرا خلال الولادة، ولم «تتلق الحد الأدنى من العلاج»، ما جعلها تدخل في وعكة صحية خطيرة أسلمت معها الروح لتغادر المستشفى جثة هامدة. وطالبت ابنة الهالكة، التي تنتمي إلى أسرة فقيرة مقيمة بسلوان، بفتح تحقيق نزيه في الموضوع مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية، بشكل ينصف أسرة الهالكة ويضمن العلاج للجنين الذي تعرض لعميلة «تعذيب» خلال الولادة، حسب الشكاية. «المساء» اتصلت بمدير المستشفى الحسني بالناظور، والذي أكد أنه ينتظر التوصل بشكاية في الموضوع من طرف ابنة الهالكة لمباشرة المسطرة الإدارية، وتشكيل لجنة سيعهد إليها بفحص الحالة المرتبطة بالهالكة منذ تاريخ ولوجها إلى المستشفى. وأكد الدكتور نور الدين الصبار أن الأم، وحسب ما يروج من معطيات أولية، أصيبت بسكتة قلبية، حيث تم نقلها إلى قسم الإنعاش وقام فريق طبي بمحاولة إنقاذها دون جدوى، مؤكدا أن إدارة المستشفى ستعمل بعد التوصل بالشكاية على تعميق البحث للتوصل إلى النتائج التي يمكن اعتمادها في اتخاذ أي إجراءات لاحقة.