أصيب خمسة عمال مضربين بحالات إغماء صنفت على أنها خطيرة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي لإنزكان بعد أسبوع من الإضراب عن الطعام أمام مقر شركة لصنع الأعلاف، التي أقدمت على طردهم منذ فاتح ماي الماضي. إذ ظلوا معتصمين منذ ذلك التاريخ دون التوصل إلى أي شكل من أشكال تسوية وضعيتهم، رغم العديد من الاتصالات التي قادتها النقابة العمالية التي تبنت ملفهم. وقد شهد ملف هؤلاء العمال، الذين يبلغ عددهم عشرين فردا، انعطافا جديدا عندما قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، بعد أن فشلت كل الجهود في طي ملفهم بإرجاعهم للعمل أو تسوية وضعيتهم مع الجهة المشغلة. هذا ودخلت مجموعة من التنظيمات في حملة مساندة للمعتصمين، حيث تمت مشاركتهم في وقفات احتجاجية أمام مقر الشركة المذكورة بالحي الصناعي تاسيلا بأكادير، وتم مساء يوم الأحد الماضي، حوالي الساعة السابعة مساء، تحويل حركة المرور الخاصة بالشارع الرئيسي، الذي يشهد اعتصام العمال المضربين، إذ التحقت بعض عائلات العمال بهم في وقفة احتجاجية مؤازرين ببعض الوجوه النقابية. كما سجل، ليلة الجمعة الماضي، نقل حالتين من العمال المضربين، على عجل، إلى مستشفى إنزكان، حيث قضوا الليلة تحت العناية المركزة. وذكرت مصادر مقربة من المعتصمين استنكارهم للصمت المطبق للجهات المعنية أمام تمادي إدارة الشركة في تجاهل وضعية العمال المضربين وتحديهم أحيانا، وهو ما جعلهم يقررون الدخول في الإضراب عن الطعام كشكل من أشكال التحدي والتصعيد مع الشركة. وقد عبر العمال المعتصمون عن عزمهم التصعيد في معركتهم إلى حين تحقيق مطالبهم، التي يعتبرونها عادلة، محملين الشركة المشغلة مسؤولية ما ستؤول إليه مجريات هذا الصراع بسبب تماطلها وصمها للآذان تجاه مطالبهم المتمثلة في العودة إلى العمل بدون قيد أو شرط ، وتسوية الوضعية القانونية للعمال داخل الشركة، وتمكينهم من التغطية الصحية والانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى تعويضهم عن سنوات الأقدمية، والعمل على تحسين ظروف العمل، من خلال احترام ساعات العمل وتوفير المراقبة الصحية داخل الشركة وبشكل مستمر.