حلت لجنة حقوقية، يوم الخميس المنصرم، بالسجن المحلي لبنسليمان من أجل الوقوف على وضعية السجناء بعد أن تحدثت بعض الصحف عن إقدام بعض السجناء على تنفيذ إضراب عن الطعام احتجاجا على ما اعتبروه معاناة يومية يعيشونها داخل السجن وعن غياب مُحاورٍ لهم من طرف الإدارة. وقالت شميشة رياحة، رئيسة المجلس الجهوي لحقوق الإنسان في جهتي الدارالبيضاء والشاوية ورديغة، إنها حلت رفقة أربعة من أعضاء المجلس (طبيبة محام وأستاذين) صباح يوم الخميس، وأجرت تحريات وفق ما يخوله لها القانون مع مسؤولي الإدارة السجنية والسجناء، استمرت إلى حدود الساعة السابعة مساء، مؤكدة أن سجينا واحدا فقط كان مضربا عن الطعام وليس 20 سجينا، كما سبق أن تم نشره، وأن السجين يطالب بترحيله إلى مؤسسة سجنية قريبة من منزل أسرته. كما قالت رياحة إنها استمعت إلى كل السجناء، ذكورا وإناثا، وتوصلت بعدة شكايات مختلفة، منها ما هو موضوعي، يتطلب تدخل الإدارة السجنية أو جهات شريكة، كإشكالية التطبيب، التي تتطلب معالجتَها على مستوى وزارة الصحة، حيث تجد إدارة السجن صعوبة في إحالة المرضى النزلاء على المستشفيات الكبرى في الرباطوالدارالبيضاء. كما أكدت المتحدثة ذاتها أن بعض النزلاء يحاولون الضغط على إدارة المؤسسة السجنية من أجل التغاضي عن بعض تجاوزاتهم أو منحهم امتيازات ليست من حقهم، موضحة أن سبب تأخر وصول المؤن الغذائية (القفة) التي تصل النزلاء من ذويهم، يعود بالأساس إلى التفتيش الدقيق الذي تتعرض له تلك المؤن وأن مدير المؤسسة وعد بتسوية هذا الأمر. ويشتكي النزلاء من عدم توصلهم بردود تخص طلبات الترحيل وغياب التواصل المباشر مع مدير السجن ومنعهم من التزود ببعض المواد الغذائية والاستهلاكية من خارج أسوار السجن (السكر، الشاي، البيض، منظفات الشعر، دهانات الجسم).. وإرغامهم على شرائها من متجر السجن الداخلي. وتبرر الإدارة إجراءها الأخير بإقدام العديد من الأسر على استعمال هذه المواد لإدخال المخدرات والهواتف المحمولة وبعض الأدوات الخطيرة. كما تشكو النساء من غياب تكوينات لهن، خصوصا أن بينهن من يقضين مددا سجنية تصل إلى المؤبد. كما أن للنزلاء السلفيين مطالب تتمثل، أساسا، في رغبتهم في الاجتماع مع بعضهم ومع أسرهم، بعيدا عن باقي النزلاء. ويذكر أن السجن المحلي يحتضن حوالي 500 سجين وسجينة وأن المندوبية السامية الوصية هي بصدد إنجاز مشروع مؤسسة سجنية كبيرة في نفس المنطقة. وأرجعت مصادر «المساء» الاحتقان الذي عرفه السجن المحلي إلى حداثة تعيين كل من مدير السجنّ ورئيس المعقل، الذي ليست له تجارب سابقة.