كشفت مجموعة «المكتب الشريف للفوسفاط» عن استراتيجية جديدة للتنمية المستدامة ترتكز على اعتماد مجموعة من التدابير والمشاريع البيئية بهدف التحكم في تأثير الأنشطة الصناعية للمكتب على محيطه، فضلا عن تدابير اجتماعية تسعى إلى تحسين جودة حياة المواطنين بجميع المواقع الصناعية للمجموعة. وحسب معطيات نقلها مصدر من المجمع، فالتدابير البيئية التي بادرت المجموعة إلى إطلاقها تشمل «تقليص وقع البصمة الكربونية داخل المحيط الصناعي بالمغرب من خلال اعتماد مجموعة من الإجراءات، من قبيل إنشاء أنبوب نقل الفوسفاط، الذي سيسمح بتقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحوالي مليون طن سنويا، زيادة على تفادي انبعاث 60 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون عبر استرجاع الطاقة الحرارية المنتجة بالمواقع الصناعية للمجموعة، إضافة إلى تفادي انبعاث 600 طن أخرى من خلال منح تعويضات طوعية للانبعاثات المرتبطة بتنقل مستخدمي المجموعة». وتمتد هذه التدابير، إلى إدراج استعمال الطاقات المتجددة في جميع مواقع تواجد «المجمع الشريف للفوسفاط»، من أجل تخفيض تأثير أنشطته الصناعية على البيئة، من خلال توليد الطاقة الكهربائية انطلاقا من حرق الغاز الحيوي. وفي هذا الصدد، مكنت محطة معالجة المياه العادمة بمدينة خريبكة من حرق 2300 متر مكعب من الغاز الحيوي، بغية توفير حاجياتها الطاقية الخاصة، كما ينتظر أن ينجز المكتب، بعد تقييم المؤهلات الشمسية بمنطقة بنكرير، مشروعا نموذجيا بطاقة 1 ميغاواط بشراكة مع «معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة»، في أفق بداية أشغال الهندسة خلال النصف الثاني من سنة 2012. زيادة على تزويد موقع فوسبوكراع بالطاقة ذات المصدر الريحي بقوة 100 ميغاواط في السنة، ابتداء من النصف الثاني من سنة 2013، وذلك عبر شراكة مع شركة «ناريفا». وتهم هذه التدابير أيضا، تحسين النجاعة البيئية للمواقع الإنتاجية للمجمع عبر تقليص انبعاثات الغبار. وفي هذا الإطار، أقام «المجمع الشريف للفوسفاط» ثلاث مصافي بالأذرع بمحطة التجفيف للفوسفاط بخريبكة بكلفة إجمالية ناهزت قيمتها 130 مليون درهم، الأمر الذي مكن من تقليص واضح لنفث الغبار من هذا الموقع. إلى جانب ذلك، شارك المجمع في البرنامج الوطني للتخلص من التجهيزات الملوثة ب «PCB»، حيث تمكن من معالجة 53 طنا من المعدات و17 طنا من الزيوت بوحدات موجهة خصيصا لهذا الغرض، الأمر الذي سيساهم في دعم احترام المغرب لالتزاماته في الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذه الإشكالية. زيادة على تثمين النفايات بقطاع الإسمنت، عبر استغلال أزيد من 151 ألف طن من النفايات ذات القيمة الطاقية أو المعدنية التي توجد في طور الإزالة لإعادة تثمينها. وبالتالي ستخضع النفايات التي توجد في نهاية مسلسل استغلالها في المجمع الشريف للفوسفاط لمسلسل جديد من إعادة التدوير، خاصة داخل قطاع الإسمنت. وستتواصل هذه التدابير بإعادة تدوير المياه العادمة، حيث وضع «المجمع الشريف للفوسفاط» برنامجا واسعا لإعادة تدوير المياه العادمة، من أجل تقليص وإلغاء الالتجاء إلى المياه الجوفية. وتترجم هذه التدابير عبر إنتاج 5 ملايين متر مكعب في السنة عبر محطة معالجة المياه العادمة بخريبكة، وإطلاق أشغال إنجاز محطة معالجة المياه العادمة بابن جرير في فبراير 2012، في انتظار دخولها حيز الاستغلال خلال الفصل الأول من سنة 2013، لتمكن من إنتاج 2.5 مليون متر مكعب سنويا، وإطلاق الدراسات لإقامة محطة لمعالجة المياه العادمة باليوسفية، إذ يرتقب أن تدخل حيز الاستغلال في النصف الثاني من سنة 2013، وستمكن من إنتاج 2.2 مليون متر مكعب في السنة.