خصص المجمع الشريف للفوسفاط أزيد من 25 مليار درهم لدعم استثماراته الصناعية بمدينة خريبكة في أفق سنة 2020. ويهدف من وراء هذه الاستثمارات الضخمة إلى مضاعفة قدرة استخراج الفوسفاط إلى 55 مليون طن، وتحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بهدف خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 و40 في المائة، عبر إقامة منجم جديد للفوسفاط، ووضع الحجر الأساس لإنشاء أكبر مغسلة للفوسفاط الخام، إلى جانب افتتاح مغسلة جديدة وإنجاز المحطة الرئيسية لأنبوب نقل الفوسفاط. وأشرف الملك محمد السادس أول أمس الأربعاء بالجماعة القروية بني وكيل الحلاسة (إقليمالفقيه بنصالح) على وضع الحجر الأساس لإنشاء «مغسلة الحلاسة»، التي تعد الأكبر في العالم، باستثمار إجمالي يصل إلى 3.4 مليارات درهم. وستساهم هذه المغسلة في رفع الطاقة الإنتاجية للموقع بفضل استعمال التدابير الجديدة التي طورها المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التخصيب. وستحظى المغسلة الجديدة، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 12 مليون طن سنويا، والتي ستوفر 250 منصب شغل قار، بسد لتخزين بقايا التنظيف واسترداد المياه المستعملة، عبر استثمار إجمالي بقيمة 350 مليون درهم، كما ستعمل على تدوير 80 في المائة من المياه المستعملة عند دخولها حيز التشغيل في صيف 2013. على صعيد متصل، قام العاهل المغربي بافتتاح مغسلة ثانية بمنطقة مراح لحرش بخريبكة، تطلبت استثمارا بقيمة 2.5 مليار درهم، في حين تصل طاقتها الإنتاجية إلى 7.2 ملايين طن من المعدن الخام في السنة. وقررت المجموعة دعما للمسؤولية الاقتصادية والاجتماعية أن تسند مهمة إنجاز 65 في المائة من أشغال هذا المشروع إلى مقاولات مغربية. وحفاظا منها على الموارد المائية للمنطقة، لا تستعمل «مغسلة مراح لحرش» سوى المياه المستعملة لمدينة خريبكة. ولبلوغ هذه الغاية توجه المكتب إلى إنشاء بنية تحتية لمعالجة المياه المستعملة وحاجز لتخزين مخلفات التنظيف. وأنهى المجمع الشريف للفوسفاط أشغال إنجاز «محطة الرأس مراح لحرش»، التي تعد ملتقى لأربعة أنابيب ثانوية تتحدد مهمتها في نقل الفوسفاط المخصب من الوحدات الأربع للمعالجة عبر التعويم، في أفق تشغيل أنبوب نقل الفوسفاط سنة 2013. وتتلخص وظيفتها في تأمين الربط مع المحطة النهائية بالجرف الأصفر. وقد عبأت لوحدها 15 في المائة من الاستثمار الإجمالي، أي ما يعادل 675 مليون درهم. وستتحكم وتراقب المحطة الجديدة أنبوب نقل الفوسفاط بتنسيق مع المحطة النهائية التي توجد بالجرف الأصفر، وستغطي مساحة تصل إلى 11 هكتارا، وسيكلف إنجازها 105 آلاف يوم عمل. وينتظر أن تدعم استراتيجية المكتب في مجال الحفاظ على الثروة المائية بمدينة خريبكة عبر الشروع في استغلال محطة لمعالجة المياه العادمة «STEP»، التي ستمكن من معالجة 5 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، أي ما يعادل نصف احتياجات المدينة من الماء الصالح للشرب، إلى جانب مشروع مغرب «سنترال»، الذي يهدف إلى ربط مغاسل الفوسفاط الثلاث الموجودة في المدينة بسد آيت مسعود، باستثمار إجمالي تصل قيمته إلى 1.1 مليار درهم، فضلا عن إنشاء وحدة لتحلية مياه البحر بالجرف الأصفر. استثمار آخر ينتظر أن يرى النور قريبا، ويتعلق الأمر بمنجم «الحلاسة» المندمج، الذي يعد واحدا من ثلاثة مناجم بموقع خريبكة، إذ خصص له استثمار بقيمة ملياري درهم، وسيشغل 630 مستخدما عند دخوله حيز الاستغلال سنة2013. ويدمج المنجم الجديد، الذي يحتل مساحة إجمالية تصل إلى 1976 هكتارا، والذي يتوفر على قدرة إنتاجية بقيمة 6.7 ملايين طن في السنة، آخر ابتكارات المجمع الشريف للفوسفاط في مجال البحث والتطوير، إذ تمكنه التقنيات الجديدة، التي تم تفعيلها، من إعادة تأهيل المخزونات المستغلة تدريجيا حتى بلوغها مرحلة الإنهاك. كما تساهم التكنولوجيات التي تم اعتمادها في رفع نسبة استرداد الفوسفاط من 4.3 أطنان في المتر المكعب إلى 7.5 أطنان في المتر المكعب، وهو ما يمثل تحسنا بنسبة 40 في المائة في مردودية المساحة المستغلة.