توفي ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة آخرون، اثنان منهم يوجدون في حالة خطيرة، أول أمس السبت في حادث انهيار منزل بدرب «المعيزي» بالمدينة القديمة بالدار البيضاء. وأكد مصدر طبي ل«المساء» أن المصابين ما يزالان في حالة حرجة بعد إصابتهما برضوض وكسور في الرأس والأطراف نتيجة سقوط كتل إسمنتية كبيرة عليهما في حادث الانهيار. وأكد المصدر ذاته أن العائلات التي تقطن بالمنازل القريبة من المنزل المنهار أمضت ليلة بيضاء مخافة تكرار السيناريو ذاته معها، مضيفا أن كثيرا من السكان المجاورين فضلوا قضاء الليل في العراء تخوفا من انهيار منازلهم الآيلة للسقوط. وأكد المصدر ذاته أن حالة من الغضب الشديد تسود وسط عائلات الضحايا، الذين سقطوا في الحادث ووسط السكان المجاورين الذين احتجوا بشدة على والي المدينة محمد بوسعيد والمدير العام للأمن الوطني بوشعيب ارميل بسبب غياب حلول ناجعة للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ أزيد من 20 سنة، مضيفا أن المحتجين طالبوا بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لزيارة الضحايا والاطلاع على حقيقة ما يحدث بالمدينة القديمة بالدار البيضاء. وأعاد حادث انهيار هذا المنزل بالمدينة القديمة بالدار البيضاء فتح ملف تحديد المسؤوليات حول الجهة التي تتحمل المسؤولية في عدم إيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط. ويأتي الحادث بعد حوالي شهر ونصف من حادث مماثل أودى بحياة خمسة أشخاص بالمنطقة ذاتها دون أن تتدخل الجهات الوصية من أجل إيجاد حل جذري لنزيف الدم الذي تعرفه المنطقة. ووقع الحادث دون سابق إنذار حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح أول أمس السبت. غير أن ما أثار غ ضب السكان، الذين انخرطوا في عمليات رفع الأنقاض وإغاثة الضحايا هو غياب الوقاية المدنية التي لم تحل بمكان الحادث إلا حوالي الساعة التاسعة أي نصف ساعة على الحادث. وواجه الشباب الغاضب رجال الشرطة الذين حلوا بالمكان بالحجارة احتجاجا على تأخر وصولهم وتأخر وصول الوقاية المدنية. وشهد دفن الضحايا يوم أمس إجراءات أمنية مشددة بعد صلاة الظهر، بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء ورغم ذالك فقد شهدت مراسيم الدفن احتجاجات قوية ضد وزير الداخلية امحند العنصر ووالي البيضاء محمد بوسعيد من طرف عائلات الضحايا وسكان المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة. وأكد مصادر قريبة من عائلات الضحايا أن ضحيتين كانتا تقطنان بالبيت المنهار. ويتعلق الأمر بكل من حسن وإيمان القراشلي، فيما يدعى الضحية الثالثة حميد الدريسي، وهو حارس دراجات نارية كان نائما في كوخ صغير ملاصق للمبنى المنهار. وفي أولى الخطوات المتخذة عقب حادث انهيار منزل درب «المعيزي» أمر الملك محمد السادس بتشكيل لجنة تتولى القيام بإحصاء شامل للمساكن الآيلة للسقوط بالدار البيضاء وبباقي المدن العتيقة، التي عقدت اجتماعها الأول مساء أول أمس السبت برئاسة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وقررت اللجنة كخطوة أولى إطلاق عملية إحصاء دقيق وشامل لمجموع المنازل الآيلة للسقوط٬ وكذا إطلاق برنامج استعجالي لإعادة إسكان قاطني المنازل المهددة بالسقوط والموجودة في حالة حرجة مع رصد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك. كما تقرر خلال الاجتماع أن تبقى اللجنة المكونة من القطاعات الوزارية الأساسية المعنية، الداخلية والإسكان والتعمير وسياسة المدينة والاقتصاد والمالية والاتصال، في حالة انعقاد لمتابعة هذا الملف مع ضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات استعجالية لمعالجة وضعية المنازل المهددة بالسقوط وإعطاء ساكنيها الأولوية إنقاذا لأرواحهم خوفا من تكرار فاجعة الانهيار.