بعد ستة أشهر من المعاناة اضطر 149 بحارا من أصل 191 بحارا مغربيا، كانوا عالقين منذ ستة أشهر في ميناء سيت بجنوب فرنسا، إلى العودة إلى بلادهم بعد فشل كل المحاولات التي تم القيام بها لإنهاء مشكل الحجز الذي تعرضت له 3 بواخر تابعة لشركة «كوماريت- كوماناف فيري» بسبب ديون متراكمة على الشركة المالكة. البحارة المغاربة الذين قرروا العودة، حلوا ليلة الجمعة الماضية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء قادمين من مطار مونبوليي، بعدما تم نقلهم عبر 3 حافلات خصصتها القنصلية المغربية من ميناء «هيرو» بسيت، وقال مصدر من البحارة ل «المساء» إن «المصالح القنصلية بمونبوليي أصرت أن تحيط العملية بأكبر قدر من السرية، تفاديا لأي تشويش قد ينسف مساعيها لإعادتنا إلى المغرب، وتم التكتم على موعد سفرنا إلى اللحظات الأخيرة، وهذا بتنسيق مع السلطات الفرنسية، التي خصصت موكبا أمنيا كبيرا رافق الحافلات إلى المطار، كما خصصت بدورها وزارة النقل الفرنسية، في عملية استثنائية، مساعدة مادية للبحارة بقيمة 300 أورو لكل فرد». عملية إجلاء البحارة العالقين، تمت، حسب ما كشفه أحد البحارة العاملين بباخرة بني انصار، «بطلب من البحارة العالقين الذين عبروا عن رغبتهم في مغادرة السفن بعدما تبين لهم أن بقاءهم لن يغير من واقعهم شيئا، خاصة مع استمرار الظروف المزرية نفسها، واستمرار عدم توصلهم بأجورهم للشهر السادس على التوالي، فضلا عن خشيتهم أن تتطور الأمور إلى الأسوأ مع وجود حالات لبحارة دخلوا في أزمات نفسية لا يمكن توقع نتائجها، وهو ما استجابت له الشركة المالكة، إذ بعثت إلى السلطات المينائية بسيت لائحة بأسماء 152 بحارا ترخص لهم بمغادرة البواخر الثلاث ليستفيدوا من عطلتهم، على أساس أن يؤمن 39 بحارا آخرين الحد الأدنى من السلامة والأمن على متن البواخر، في حين رفض 3 بحارة ممن وردت أسماؤهم في اللائحة العودة إلى المغرب في الوقت الراهن».