فيما تجتاح مدينة سات الفرنسية موجة برد قاسية ، يعيش عشرات البحارة المغاربة العالقين بالبواخر المغربية الثلاث: مراكش وبلادي وبني انصار المحتجزة منذ أسابيع بميناء المدينة، أوضاعا إنسانية مزرية تنذر بعواقب كارثية. البحارة المغاربة الذين يناهز عددهم حوالي ال 250 ، تقطعت بهم السبل في ميناء سات منذ الرابع من يناير الماضي بعدما حجزت سفنهم برصيف الميناء، وانقطعت عنهم الإمدادات الغذائية والصحية، وهم يعيشون حاليا في ظروف مزرية حيث تدهورت شروط الحياة على متن البواخر المحتجزة ، بل إن طاقم باخرة بلادي، حسبما أعلنه موقع «فرانس3» بات يعيش منذ مدة في ظلام دامس و بلا تدفئة في درجة حرارة انخفضت أمس إلى ما دون 8 درجات تحت الصفر. وفي اتصالنا بعلي عبد المولى مالك شركتي كوماريت وكوماناف التابعة لها البواخر العالقة،أكد لنا بأنه إلى حدود صباح أمس تتسارع الاجراءات الادارية لتموين هذه البواخر بالوقود اللازم للوقود والتدفئة. وأضاف عبد المولى بأن بحارة البواخر الثلاث توصلوا يومي الجمعة والاثنين بمؤونة غذائية تكفيهم لمدة أسبوع، و أنه من المقرر أن يكونوا قد توصلوا أمس بدفعة أخرى ، بينما نفى عبد المولى علمه بانقطاع التيار الكهربائي عن سفينة «بلادي.» السلطات الفرنسية بدورها عبرت عن قلقها إزاء الأوضاع التي يعيشها البحارة المغاربة ، وهو ما جعل محافظ جهة «لونغ دوك» يجتمع أمس الثلاثاء بقنصل المغرب بمونبوليي صوريا جابري للتباحث حول تطور أوضاع هذا الملف ومده بتقرير في الموضوع. هذا في الوقت الذي مازالت المفاوضات جارية بين الكاتب العام لوزارة النقل والتجهيز وبين مالك البواخر المحتجزة على خلفية ديون متراكمة غير مسددة تبلغ قيمتها 4.58 مليون أورو، عبارة عن فواتير متأخرة ، خصوصا تلك المتعلقة بمصاريف الغازوال التي تراكمت خلال عدة شهور.