عبر مئات المسافرين أول أمس عن غضبهم العارم إزاء ما تعرضوا له على متن باخرة تربط بين ميناءي الناضور وسات، حيث اضطر أزيد من 800 مسافر أغلبهم من الجالية المغربية المقيمة بأوربا، إلى قضاء أكثر من 26 ساعة على ظهر باخرة بني انصار (مراكش سابقا)، التابعة لشركة كوماناف، بعدما تعطلت محركاتها في عرض البحر الأبيض المتوسط. وتظاهر المسافرون الغاضبون فور وصولهم إلى ميناء سات الفرنسي، مرددين شعارات منددة بالشركة المغربية ورافعين لافتات معبرة عن سخطهم من هذه الرحلة التي انطلقت من الضفة المغربية في الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة لتصل يوم السبت في الساعة الثامنة ليلا، بدل السابعة صباحا كما هي عادة البواخر التي تؤمن هذا الخط البحري. وحسب شهادات العديد من المسافرين الذين اتصلوا بعائلاتهم وهم عالقون على ظهر السفينة، فقد أصيب الركاب بالهلع لما اشتعلت النيران في أحد محركات العبّارة وشاهدوا ألسنة اللهب تنبعث من إحدى مدخنتيها ، وعم الرعب جميع الركاب حين طلب منهم ارتداء سترات الوقاية من الغرق، واستهجن الجميع الأسلوب الذي تعامل به طاقم الباخرة مع الركاب، حيث قام بعضهم بمصادرة هواتف بعض الشبان الذين شرعوا في تصوير الحريق المنبعث من فوهة المدخنة. ومباشرة بعد توقف أحد محركي العبارة بني انصار، نزلت سرعتها من 20 عقدة إلى 7 عقد في الساعة، ولم تكمل رحلتها العصيبة إلا بواسطة مركبي جر سارعا إلى نجدتها في عرض المتوسط. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا الخط البحري بين الناضور وسات للمشاكل، حيث سبق أن علق 500 من الركاب فوق ظهر باخرة «بلادي» سنة 2005 قبالة سات قبل أن يتم تحويل الرحلة للجزيرة الخضراء، ونفس السيناريو تكرر سنة 2007 مع ركاب سفينة فانطازيا.. أما سفينة بني انصار والتي كانت تحمل من قبل اسم «مراكش»، فقد راكمت سمعة سيئة بفعل تأخرها المتكرر الناجم عن الأعطاب الميكانيكية ومعايير السلامة، ناهيك عن انعدام النظافة بين أروقة هذه العبّارة الهرمة.