بعد حفله الناجح بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط برسم الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين»، سيغني الفنان المغربي محسن عبد الغفور، المعروف ب«فيغون»، لجمهوره بالمركب السينمائي «ميغاراما» بمدينة الدارالبيضاء. وسيقام الحفل في العشرين من شهر يونيو الجاري، ابتداء من التاسعة ليلا، بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى، علما أن آخر حفل ل«فيغون» يعود إلى الواحد والعشرين من شهر ماي المنصرم. وعاش الفنان المغربي المزداد سنة 1945 مسارا فنيا استثنائيا، تخللته مجموعة من الوقائع المثيرة والمؤلمة. وكانت بداية هذا الفنان، الذي يعد من أول المغاربة الذين صنعوا لأنفسهم شهرة بأغاني الروك والسول والبلوز والجاز، في الستينيات، عندما كان يحيي برفقة أصدقاء له حفلات عدة، خاصة بالقاعدة العسكرية الأمريكية بالقنيطرة وبنكرير. وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره، ذهب «فيغون» في زيارة إلى فرنسا، وغنى في أحد أشهر المطاعم في باري التي يتردد عليها النجوم والمشاهير، وهناك التقطته أعين الموسيقيين والمنتجين. وأسس «فيغون» فرقة موسيقية بفرنسا، وذاع صيته بشكل كبير، بفضل صوته الذي يشبه إلى حد كبير صوت الفنان الأمريكي الراحل جيمس براون، مما جعله يرحل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث استقر لسنوات. ويفتخر «فيغون» بكونه غنى في رفع ستار حفلات لأكبر الفنانين الأمريكيين، أمثال ستيفي ووندر وأوتيس ريدينغ وغيرهم. وعاش الفنان المغربي لحظات عصيبة، جعلته يقرر العودة إلى المغرب، إذ استقر بمدينة أكادير، وبات يغني في فنادق المدينة وأفخم حاناتها، بعد أن كان يقف على المنصة إلى جانب كبار عمالقة الغناء في أمريكا. وبعد أن تعرض للنسيان في فرنسا وأمريكا، وبما أن القليل من المغاربة فقط يتعرفون إليه، عاش «فيغون» سنوات من الضياع، أضيفت إليها فاجعة وفاة ابنته ذات ال 25 ربيعا. وبعد عزلة قصيرة، قرر «فيغون» العودة إلى النجومية من خلال برنامج «الصوت» في نسخته الفرنسية، إذ فاجأ الكثيرين بصوته وحضوره القوي، خاصة الأجيال الجديدة التي لم تكن تعرف من يكون «فيغون»، الذي برر مشاركته في البرنامج الشهير برغبته في تكريم ابنته الراحلة والخروج من حالة الحزن التي يعيش فيها. تألق «فيغون» في برنامج «الصوت» جعله يعود إلى الواجهة، من خلال مهرجان «موازين»، واستدعائه للمشاركة في العديد من الحفلات بفرنسا والمغرب.