سرق الفنان المغربي الفرنسي عبد الغفور محسن «فيغون» الأضواء في الحفل الفني، الذي أحياه أول أمس السبت بمسرح محمد الخامس بالرباط، في رابع أيام الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين». وقدم «فيغون» (69 سنة) مجموعة من أغاني «السول» الكلاسيكية التي صنعت نجاحاته في الستينات والسبعينات. ولم يتمالك الفنان المغربي نفسه وأذرف دموعه في الندوة الصحفية، التي عقدت ظهر أول أمس الاثنين. واستحضر «فيغون» وفاة ابنته قبل أقل من 4 أشهر، وتحدث عنها بشكل مؤثر قبل أن يبكي حزنا على فراقها. وللفنان «فيغون» قصة مثيرة، إذ مر بمجموعة من التجارب الحلوة والمرة، وغنى إلى جانب عمالقة كبار كأوتيس ريدينغ وستيفي ووندر. وبدأت قصة عبد الغفور مع «البلوز» و«السول» عندما كون فرقة في المغرب أطلق عليها اسم «طوبقال»، كانت تحيي حفلات، خاصة في القاعدة العسكرية الأمريكية بالقنيطرة وبنكرير وسيدي سليمان. أثناء قضائه عطلة سنة 1960 بالعاصمة الفرنسية باريس، غنى «فيغون» في أحد أشهر المحلات، ليتغير مساره الفني عندما شكل هناك فرقة جديدة أطلق عليها اسم « Les lemons » وسجل ألبوما أنتجته شركة «باركلي» الشهيرة. بعد ذلك، تفرقت المجموعة وراح كل إلى حال سبيله وشق «فيغون» طريقه لوحده، ووقف امام فنانين كبار. غنى في الجزء الأول من حفلاتهم وجولاتهم الفنية، أمثال بود يدلي وأوتيس ريدينغ وستيفي ووندر في «الأوليمبيا» بباريس، ونفس الشيء تكرر فيما بعد مع فرقة «رولينغ ستونز» الشهيرة والفنان الفرنسي جوني هاليداي. بعد نجاح وتألق كبيرين، شاءت الأقدار والظروف الاجتماعية الصعبة أن يعود عبد الغفور محسن إلى مدينة أكادير عام 1978، حيث أصبح يغني لرواد حانة بأحد فنادق المدينة، قبل أن يقرر عام 2000 العودة من جديد إلى باريس، حيث غنى لسبع سنوات كاملة في مطعم يدعى «الحلم الأمريكي»، واضطر إلى التوقف عن الغناء أواخر العام الماضي بعد وفاة ابنته، التي كانت تعمل كمغنية أيضا. ولم يظهر «فيغون» بعد عزلته إلا في شهر مارس الماضي، عندما شارك في النسخة الفرنسية من برنامج اكتشاف المواهب «الصوت»، وهو في التاسعة والستين من عمره. وعندما سئل من قبل أعضاء لجنة تحكيم البرنامج عن مشاركته في برنامج لاكتشاف الأصوات الغنائية، علما أنه وصل إلى العالمية في السبعينات، رد «فيغون»: «عودتي هي تكريم واحتفاء خاص بابنتي التي فارقت الحياة».