ألهب الفنان المغربي فيغون "ملك السول" أمس الاثنين حماس جماهير الرباط التي حجت بكثرة إلى المسرح الوطني محمد الخامس للاستمتاع بالطاقات الغنائية والإبداعية لهذا الفنان العالمي٬ الذي أبى إلا أن يسجل حضوره ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان موازين تحت شعار "عذرا٬ موعد التقاعد لم يحن بعد". وجاء استقبال ابن الرباط محسن عبد الغفور الملقب ب"فيغون" (مواليد سنة 1945)٬ على منصة المسرح٬ غاية في الحماسة المطبوعة بالحنين الى زمن مضى٬ ولم يخيب الفنان ذو الطاقة الفريدة أمال الجماهير الحاضرة ٬ القادمة من مختلف المدن المغربية٬ والتي كانت مؤثثة بأعداد هامة من الجالية الأجنبية المقيمة بالمغرب٬ حيث حلق بها في رحلة مكوكية إلى عوالم فن البلوز والسول. وتفاعلت الجماهير بشكل مبهر مع القوة الصوتية والتمكن التقني لفيغون٬ الذي حضه وفاؤه لمدينة الرباط٬ على تقديم التحية٬ كلما انتقل من فقرة فنية إلى أخرى٬ إلى أبناء حيه (ولاد الحومة)٬ الذين انخرطوا في هيستيريا من الرقص والغناء٬ على نغمات أجمل وأشهر قطعه. وعرفت الندوة الصحفية التي عقدها فيغون أمس قبيل الحفل الفني لحظات مؤثرة أذرف خلالها فيغون دموعا غالية٬ حين سئل حول ما إذا كان سيغني بهذه المناسبة لابنته الراحلة صوفيا٬ التي فارقت الحياة سنة 2011 إثر سكتة قلبية٬ قبل أن يقول إنه لا يريد أن يتكلم عن مأساته في هذه اللحظة. وقد اشتهر فيغون أو (سول مان) كما يحلو لعشاقه مناداته ٬ الذي كان يلقب في ستينيات القرن الماضي ب "الملاك الأسود الصغير" بأدائه لأغان غربية باللغتين الفرنسية والإنجليزية٬ خصوصا من فن السول والبلوز٬ إذ كان متأثرا بشكل كبير بالفنان العالمي جيمس براون. وكان معجبا جدا بالأغاني التي كان يسمعها الجنود الامريكيون ويرددونها أيام الحرب العالمية. وقد انتقل سنة 1964 إلى مدينة أوغلي في فرنسا٬ حيث نزل عند بعض أصدقاء أبيه٬ ليبدأ الغناء أولا مع فرقة (لي ليمون) وحقق معها نجاحا لا بأس به٬ قبل أن يسلك لوحده طريقا في عالم البلوز أنجز خلاله ألبومات كثيرة٬ وبرع في إعادة أداء روائع هذا الفن. ومن أهم الأغاني التي ارتبطت بفيغون "باما لاما باما لو" و"الملاك الأسود الصغير" و"هارليم شوفل" و"أي ويل نيفر تورن ماي باك أون يو"٬ و"بوبكورن بوبكورن". وقد عاد إلى المغرب مرة أخرى سنة 1978 ليوقع عقد عمل مع إحدى الفنادق٬ ليستقر بذلك في المغرب إلى حدود سنة 2000٬ قبل أن يعود بعد ذلك إلى فرنسا.