الرويشد حمل العلم متأثرا وخالد استقطب 157 ألف متفرج كانت لليلة موازين الرابعة طعم ورونق خاص،عاش ضيوفها ونجومها على إيقاع الاحتفاء، بعد أن اختارت إدارة المهرجان، الفنان المغربي العالمي، عبد الغفور محسن، الشهير ب «فيغون»، من بين الفنانين المكرمين في الدورة 11 لهذه التظاهرة الفنية الكبرى. وعبر «فيغون»، عن اعتزازه بهذا التكريم الذي حضره جمهور غفير في مسرح محمد الخامس بالعاصمة، وقال ابن مدينة الرباط، الذي تغذى على موسيقى الروك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن تكريمه يوم الاثنين الماضي، هو في الحقيقة رد اعتبار له ولفنه، خاصة أنها المرة الأولى التي يزور فيها المغرب، للمشاركة في مهرجان، مضيفا أنه لم يتلق منذ انطلاقته الفنية، في العاصمة باريس التي اكتشفته، أية دعوة للمشاركة في أي مهرجان مغربي، علما أنه كرم وشارك في عدة تظاهرات كبرى في الخارج. وأشار فنان المغرب الروحي، ابن مدينة الرباط، في ندوة صحافية سبقت حفله التكريمي، إلى أن مشاركته في «موازين..إيقاعات العالم» هذه السنة، أعادته إلى جذوره التي لم تتح له الفرصة من قبل لزيارتها، وقال «أحن إلى أحياء الرباط، وأتمنى أن أغني دائما على أرض المغرب الحبيب». مشاعر «فيغون» لم تقف عند حدود الحنين إلى بلده المغرب، بل خانته تلك المشاعر عندما بكى وهو يتحدث عن حنينه إلى ابنته صوفيا غونس التي توفيت عن سن 25 سنة في باريس، إثر أزمة قلبية. وأشار فيغون، قبل انتهاء الندوة الصحافية، إلى أن الحظ، لعب دورا كبيرا في وصوله إلى الشهرة والنجومية خارج بلده المغرب، متمنيا أن يستمر في الغناء إلى آخر يوم في حياته. وبعد حضورهم حفل تكريم «فيغون»، توجه جمهور غفير إلى منصة السويسي، لحضور حفل ملك الراي الجزائري الشاب خالد، الذي أدى أجمل أغانيه القديمة والحديثة، وسط جمهور بلغ 175 ألف متفرج، وهو يحمل العلمين المغربي والجزائري، بعد أن ربطهما إلى بعضهما، وكأنه يرمز إلى الروابط التي تجمع الشعبين الجزائري والمغربي. وكان الشاب خالد، أكد في ندوة صحافية سبقت حفله الفني الساهر، أنه سيقدم لجمهور الرباط، مجموعة من الأغاني من ألبومه الجديد، وقال خالد الذي رزق أخيرا بابنته «جنة»، «أشكر إدارة المهرجان على اختياري للمرة الثانية لإحياء حفل في إطار فعاليات مهرجان موازين، وأتمنى أن أسعد الجمهور». ولم يفوت خالد الفرصة ليتمنى تحقيق الوحدة بين المغرب العربي، وفتح الحدود بين المغرب والجزائر. وغير بعيد عن منصة السويسي، بدا الفنان عبد الله الرويشد، متأثرا وهو يسمع أغانيه بصوت جمهوره، وسط زغاريد وهتافات عشاق فنه. غنى عبد الله الرويشد، فأطرب الحاضرين، وحمل العلم المغربي على كتفيه فنال الإعجاب والاحترام والتقدير، ولم يدع مجالا لأي ملل أو كلل، إذ اختار أن يقدم أغان يطلبها الحضور، مؤديا إياها بكل عفوية وتلقائية. تلقائية عبد الله الرويشد رافقته أيضا في الندوة الصحافية التي سبقت حفله، إذ أصر على قراءة الفاتحة على روج الفنانة وردة الجزائرية قبل انطلاق الندوة المذكورة، ترحما عليها، وقال إنه كان يعشق أغانيها مثل أي فنان أو مواطن عربي عادي. وعن مشاركته في مهرجان موازين، باعتباره الفنان الخليجي الوحيد في هذه الدورة، قال إنه سعيد بفتح الفرصة أمامه للقاء الجمهور المغربي الذواق للفن. وعبر الفنان الكويتي عن استعداده للغناء باللهجة المغربية، مشيرا إلى أنها قريبة من اللهجة الخليجية، وأضاف أنه معجب جدا بصوت الفنانة المغربية أسماء لمنور، التي سبق أن شاركها في تقديم حفلات فنية، معربا عن ترحيبه بمشاركة المنور الغناء في «ديو» فني، لأنه يعتبرها من الأصوات المميزة. أما في منصة سلا، فاستقطب كل من حاتم إدار، وإيمان الوادي، وأمال عبد القادر، ومحمود الإدريسي، جمهور مدينتي الرباطوسلا، الذي استقبل نجومه بالترحيب والهتافات والزغاريد. وأعادت الفنانة كاليبسو روز أمجاد سنوات الخمسينات، التي حفقت فيها شهرة واسعة، إذ أحيت هذه الأسطورة كما يلقبونها، موسيقى «الكاليبسو»، وهو نوع من موسيقى الكرنفال شهدت بدايتها في طوباغو، وعرفت المغاربة على هذا اللون الموسيقي، بعد أن قالت هذه الفنانة ذات 72 سنة، التي مازالت تحافظ على حيويتها وقوة صوتها، «سأغني من أجل إفريقيا، لأن المغرب ينتمي إلى هذه القارة، وهو بلد رائع». فيما أطرب الفنان الإيراني التركي كيهان كالهور واردال زينكان، عازف آلة الكمانتشي (الكمان بأربعة أوتار)، جمهور فضاء شالة، وتواصلت في اليوم الرابع للمهرجان، النشاطات الثقافية اليومية، إذ قدم الفنان مختار سامبا مساء يوم بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، محترف الإيقاعيات، فيما قدم المنتج المغربي العالمي ريدوان، عراب جيل موازين، وراعي الموهوبين، في المعهد نفسه، محترفا حول مهنة المنتج. واستمرت شوارع الرباط، في احتضان عروض الشارع التي صاحبت انطلاق الدورة 11 للمهرجان، حيث شاركت فرق تروبادور راجستان من الهند، وكازا أكروبات والمجموعة الفنية k far 2، من المغرب ويوركي من فرنسا، الفرجة وجذبت أنظار جمهور غفير سيظل وفيا إلى عروض «موازين»، إلى حين انتهاء الدورة الأولى في عشريته الثانية.