ردد العشرات من أعضاء الاتحاد المغربي للشغل بجهة فاس، في وقفة احتجاجية نظموها مساء أول أمس الخميس، شعارات مناهضة لحكومة عبد الإله بنكيران، واتهموها ب«نهج سياسة الزرواطة» للرد على الاحتجاجات، وقالوا إن قيم «القمع» عوضت قيم «العدالة والتنمية» لدى هذه الحكومة. وكان من اللافت حضور ممثلي جل القطاعات الممثلة في هذه المركزية النقابية، فيما تغيب المدير الجهوي للاتحاد المغربي للشغل. وكانت نقابة مخاريق بجهة فاس قد أصدرت بلاغات نارية بداية الأسبوع الجاري ضد مسؤولين أمنيين اتهمتهم بالاعتداء على مسؤول نقابي ينتمي إلى نفس النقابة بعدما حاول التدخل لإسعاف زوجته التي تنتمي إلى جمعية المعطلين، والتي تعرض عدد من أعضائها يوم الاثنين الماضي لتدخل عنيف حينما كانوا يستعدون لتنظيم احتجاجات أمام محكمة الاستئناف وسط مدينة فاس. وذكر بيان للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب أن التدخل الأمني الذي استهدفهم بداية الأسبوع الجاري خلف إصابات في صفوفهم. وطالب البيان بالإفراج عن معتقل الجمعية بمنطقة بني بوعياش، عبد الحليم البقالي. واتهم النقابيون المحتجون، في شعارات رددوها، مسؤولا أمنيا بالهيئة الحضرية بولاية أمن فاس بالوقوف وراء هذا الاعتداء. كما رددوا شعارات تدعو المسؤولين إلى محاربة الرشوة والفساد عوض التركيز على قمع الاحتجاجات. ودفع التدخل الأمني، الذي تعرض له نشطاء من حركة 20 فبراير، مساء الأحد الماضي، قياديين محليين بدورهم إلى عقد ندوة صحفية، مساء أول أمس الخميس، بمقر حزب النهج الديمقراطي. واتهم نشطاء الحركة السلطات بمحاولة «اجتثاثها». وقال نبيل طلحة، وهو من أبرز القياديين في الحركة بالمدينة، إن السلطات تحاول الوصول إلى هذا الهدف عبر التدخلات الأمنية العنيفة تارة، وعبر محاولات للضرب من الداخل عبر ما أسماه عملية «الاختراق» و«زرع» العملاء لخلق الصراعات بين مكوناتها. وتحدث تقرير أولي سابق لحركة 20 فبراير عن إصابة العشرات من نشطائها في تدخل أمني وصف بالعنيف استهدفها مساء الأحد الماضي. وأشار التقرير إلى أسماء أربعة نشطاء ذكر بأنهم تعرضوا للاعتقال داخل «سطافيط» وتم الاعتداء عليهم، قبل أن يفرج عنهم ويتم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات. وحضرت حالة «الجزر» التي تعانيها الحركة، في هذه الندوة الصحفية، وبرر نبيل طلحة هذا الوضع بمحاولة «تفجير» مجلس الدعم، الذي كان يقدم لها الدعم المادي والمعنوي. وأشار إلى أنه تم التخلي عن الحركة بمدينة فاس، واصفا الوضع ب«التكالب». واعتبر تصريح صحفي للحركة بأن الهجومات المتكررة عليها تؤكد بأن هذه الأخيرة لا زالت تشكل «رقما صعبا في معادلة الصراع السياسي بالمغرب». وقال الطالب رضا، وهو أحد نشطاء الحركة، إن مرحلة «المد» تكون بعد مرحلة «الجزر»، وأضاف بأن الحركة ستنخرط في احتجاجات بالأحياء الشعبية، وهي نفسها المبادرة التي تم الإعلان عنها أكثر من مرة، دون أن تستطيع الحركة الالتزام بتنفيذها، بسبب مقاومات تتعرض لها احتجاجات الحركة في هذه الأحياء. وعادة ما توجه الحركة اتهامات إلى من تسميهم «البلطجية» بالوقوف ضدها في هذه الأحياء.