"الشعب يريد من قتل الشهيد" على نغم هذا الشعار وشعارات أخرى نظمت المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين والتنسيقية الوطنية للأطر المجازة المعطلة صباح أمس الثلاثاء مسيرة بمدينة آسفي للتضامن مع أسرة المجاز المعطل محمد بودروة الذي توفي بعد سقوطه من فوق سطح لانابيك بعد تدخل أمني وصف بالعنيف. وانطلق حوالي أكثر من ألف طالب معطل حاملين صور بودروة قبل وفاته تِسجل مشاركته في التظاهرات الوطنية، انطلقت من أمام ولاية جهة دكالة عبدة مرورا ب" الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بأسفي -لانابيك" ثم ولاية الأمن الإقليمي لأسفي، ثم مستشفى محمد الخامس الإقليمي حيث لازال يرقد جثمان الفقيد بمستودع الأموات. وفي مساء نفس اليوم قادت الجمعية المغربية مسيرة انطلقت من أمام منزل بودروة بدرب مولاي الحسن وجابت أحياء جنان كولون وسيدي عبد الكريم مرددة شعارات الإدانة لمن اتهمتهم بقتل بودروة. وركزت كلمات وشعارات المعطلين القادمين من عدة فروع -وجدة، طنجة ،مراكش، فاس، الشماعية، اليوسفية ...- إضافة إلى عدة تنسيقيات وجمعيات للمعطلين باسفي على المطالبة بفتح تحقيق نزيه، ومحاكمة كل المتورطين في الحادثة، وبالقصاص ممن أسموهم القتلة. وردد المحتجون أكثر من ساعتين في مسيرتهم شعارات تطالب برحيل رئيس الضابطة القضائية ومحاكته. والقيت كلمات لممثلين عن المجموعات التي ينتمي إليها المعطلون أمام ولاية جهة دكالة عبدة ولانابيك وولاية الأمن. وقرأ منسق معطلو حملة السواعد عبد الكبير الوعدودي أمام لانابيك رسالة سبق أن بعثوها إلى رئيس المجلس البلدي معلقا في ذات الوقت أن "من كتب هذه الرسالة يطالب بالحق في الحياة الكريمة لا يمكنه أن ينتحر". ورفع المعطلون أمام ولاية الأمن التي عرفت استنفارا أمنيا واسعا لمختلف التخصصات وضرب عليها سياج أمني كثيف خوفا من اقتحام المعطلين لها، شعارات قوبلت بزغاريد النساء. وأجمع المتعاقبون على الكلمة أمام الولاية بحضور المسؤولين الأمنيين الذين ظلوا يراقبون الوضع دون أي تدخل، أن "طريق بودروة هو الطريق الوحيد الذي فرضته التدخلات الأمنية بأسفي التي قتلت فينا الكرامة والحرية وتغتال الآن أرواحنا يقول منسق المسيرة". وسبق للسلطات القضائية أن أمرت بإجراء تشريح طبي على جثة الهالك لمعرفة أسباب الوفاة والقيام ببحث معمق في الموضوع لتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية على ذلك. هذا ورفضت عائلة المتوفى محمد بودروة البالغ من العمر 38 سنة والحاصل على إجازة أدب عربي مؤازرة بجمعيات حقوقية ومعطلين وحركة 20فبراير إخضاع جثة الهلك للتشريح الطبي من قبل أربعة أطباء حضروا من مدينة الدارالبيضاء يوم الجمعة الماضي ليلا إلى مستودع الأموات التابع لمستشفى محمد الخامس بآسفي باعتبارهم نفس الأطباء الذين أخضعوا جثة كمال العماري الذي اتهم الأمن بقتله أثناء مشاركته في مسيرة ل20 فبراير في وقت سابق. و خضعت الجثة للتشريح مساء يوم السبت بعد تدخل المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتعيين الدكتور محمد الحضرمي رئيس قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي كملاحظ في عملية التشريح الطبي. ولا زالت عائلة المتوفى ترفض دفن جثة ابنها بعد علمها أن نتائج التشريح سوف لن يتم الإعلان عنها إلا بعد أسبوع تقريبا.