حضرت، بقوة، مشاهد التدخل الأمني في حق المتظاهرين، مساء يوم الأحد الماضي، في حي «عوينات الحجاج»، الشعبي في مدينة فاس، في الندوة الصحافية التي عقدتها حركة 20 فبراير مساء يوم الأربعاء الماضي. و»قسم» عدد من فعاليات الحركة الأدوار في ما بينهم بطريقة تلقائية لإدانة ما أسموه التدخل الهمجي في حقهم وقدموا «تشريحا» لدوافع هذا التدخل وقالوا إنهم قرروا مواصلة خروجهم إلى الشارع، لكنْ هذه المرة مع نقل الاحتجاجات إلى الأحياء الشعبية، حتى إقرار المطالب التي يرفعونها. وأكد نبيل طلحة أن «الاحتجاج في الأحياء الشعبية وسيلة ضغط للحركة». وقال فتح الله الحمداني، أحد طلاب كلية الحقوق في المركب الجامعي «ظهر المهراز»، والذي ظهرت له تصريحات في البدايات الأولى لميلاد الحركة وقُدِّم في بعض المواقع الإلكترونية على أنه من رواد الحركة على الصعيد الوطني، إن تصاعد المد الاحتجاجي في الآونة الأخيرة «قوبل بقمع شرس» وأن مدينة فاس عرفت، خلال الأسبوع الفارط، عدة تدخلات أمنية في حق عدد من التظاهرات الاحتجاجية الشعبية. وأعاد تصريح صحافي مكتوب قدّمته الحركة في هذه الندوة حصيلة التدخل الأمني ليوم الأحد الماضي (22 ماي الجاري)، موردة أنه خلّف عشرات الإصابات في صفوف المحتجين والمارة واستهدف الأطفال والنساء والشيوخ. وذكّرت الحركة بأن السلطات ترمي، من خلال هذا التدخل، إلى «خلق جو من الترهيب والخوف في نفوس الساكنة». وقال محمد حفيان إن الحركة قررت الرهان على الاحتجاج في الأحياء الشعبية في المدينة. وبرر هذا التوجه الجديد بدافع «الالتحام بالجماهير الشعبية»، موردا أن هذا التوجه هو الذي دفع السلطات إلى التدخل لتفريق المحتجين. أما فتح الله الحمداني فقد ربط بين التدخل الأمني في حق المحتجين وبين رغبة السلطات في التخفيف من الحراك الاجتماعي ل»تمرير» الدستور الجديد، على حد تعبيره، وقال إن الحركة قررت مقاطعة أي استفتاء حول هذه الوثيقة، وهو نفس ما عبّر عنه عبيد الحليمي عندما أشار إلى أن السلطات ترمي بهذه التدخلات العنيفة إلى تكسير شوكة الحركة. وحضرت تصريحات وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة، خالد الناصري، لدى «قياديي» هذه الحركة، وهي التصريحات التي قال فيها الناصري إن بعض التيارات الراديكالية تحاول «الركوب» على الحركة، في إشارة كل من جماعة العدل والإحسان وحزب النهج الديمقراطي وجزء من الحركة السلفية. ووصف حفيان مقولة «الركوب» على الحركة ب»الفزاعة» التي تُستعمَل للتخويف من الحركة، وقال فؤاد معلاوي إن شباب الحركة تصدَّوْا لمحاولات الركوب على احتجاجاتهم، فيما تحدث محمد ملوكي بنيس عن أن الحركة مفتوحة على الجميع ولا تتعامل بعقلية الإقصاء، شريطة الالتزام بأرضيتها ومطالبها. كما أن تصريحات نُسِبت إلى محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي قال فيها بعدم وقوع أي تدخل عنيف في حق المحتجين، حضرت بقوة في هذه الندوة. وقال حفيان إن تصريحات الصبار تُلزِمه، وبعض أعضاء الحركة تم اعتقالهم في قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، في إشارة منه إلى الشاب نبيل طلحة، الذي تم اعتقاله والاحتفاظ به رهن الحراسة النظرية لحوالي 48 ساعة، قبل أن تتقرر متابعته في حالة سراح. وقال نبيل طلحة ل»المساء» إن أسئلة المحققين معه تمحورت حول مساره في الجامعة وحول مشاركاته في احتجاجات حركة 20 فبراير. وأهداه أعضاء مجلس دعم الحركة في فاس، في ختام أشغال ندوة صحافية عُقِدت مساء يوم الثلاثاء الماضي بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، باقة ورد، وسط شعارات رفعها عدد من شباب الحركة، الذين حضروا أشغال هذه الندوة الصحافية.