احتفلت حركة 20 فبراير، يوم الأحد 19 فبراير 2012 ، بالذكرى الأولى لتأسيسها، لكنها لم تنجح في حشد الأعداد التي نزلت للشوارع بداية أول خروج لها، رغم ما صاحب الذكرى من تعبئة مسبقة. وسجلت احتفالات تنسيقية الحركة بالرباط حضور جمعيات المعطلين والأطر العليا، إضافة إلى التنسيقيات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كأبرز التجمعات التي احتفلت بالذكرى مع نشطاء تنسيقية الرباط. وبرر المعطلون المنتمون إلى الأطر العليا مشاركتهم في المسيرة في بيان لهم وزعوه خلال المسيرة بالقول أنها تأتي « تخليدا للذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي وذلك من أجل الدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة لأبناء الشعب المغربي والتي من بينها مطلب التشغيل». مسيرة الذكرى الأولى من تاريخ ميلاد الحركة، والتي انطلقت حوالي الرابعة مساء من أمام باب الحد وصولا إلى ساحة البريد، لم تعرف أي إنزال لقوات الأمن العمومية، ورفعت فيها شعارات تطالب برحيل المخزن، ومحاربة الفساد والاستبداد، مع دعوات إلى إطلاق سراح المعتقلين، دون أن يغفل المحتجون شعار «حرية، كرامة، عدالة اجتماعية، كأبرز شعار تعرفه الحركة على مستوى التراب الوطني. هذا وعرفت مسيرة الأحد مشاركة بعض الوجوه التي انسحبت من الحركة منذ مدة وعلى رأسها حركة باركا التي استأثرت باهتمام كبير في أيام 20 فبراير الأولى حيث شارك مؤسسوها في المسيرة. أما في الدارالبيضاء، فقد تجمع حوالي ألفي شخص بحسب مراسل فرانس برس في ساحة الأممالمتحدة وأطلقوا شعارات دعت إلى «القضاء على الفساد» والى «الحرية» والى عدالة اجتماعية أفضل. أما في طنجة ووفقا لمواقع إعلامية محلية فقد بدت مسيرة حركة 20 فبراير زوال يوم الأحد، عبارة عن تجمع وصفه الكثيرون بأنه «باهت»، بخلاف ما كان متوقعا حول مشاركة قياسية بمناسبة حلول الذكرى الأولى لانطلاق الحراك الشعبي والسياسي في المغرب. ولم تتمكن الحركة، من حشد سوى أعداد من المحتجين، قدرها البعض ببضع مئات، تجمعوا وسط ساحة «التغيير»، وهو الاسم الذي يطلقه الفبرايريون على ساحة بني مكادة الواقعة بالقرب من سينما طارق جنوب مدينة طنجة، حيث انطلقت المسيرة في اتجاه وسط المدينة عبر سلسلة من الأحياء الشعبية. وببني ملال اختارت التنسيقية المكونة من الأحزاب والجمعيات الحقوقية والنقابية تنظيم مسيرة بالمدينة ، فيما عاد نشطاء «منبر حركة 20 فبرارير» الذين استهدفهم تدخل عنيف للقوات العمومية يوم الأحد 12 فبراير 2012 إلى نفس المكان (بزاوية من ساحة المسيرة) لكن دون العديد من زملائهم المصابين أو المعتقلين ودون آلياتهم الصوتية وعارض الصور ولافتاتهم التي تم حجزها عقب هذا التدخل.وبالرغم من ذلك استطاع هذا الفصيل من حركة 20 فبرارير ببني ملال من استقطاب العديد من المتعاطفين الذين استمعوا باهتمام كبير الى كرنولوجيا أحداث الأحد المذكور وما تعرضوا له من تعنيف وطبيعة إصابات زملائهم وظروف اعتقالهم ، وأعلنوا عن نيتهم الاستمرار في الاحتجاج إلى حين تحقيق مطالبهم المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .وطالبوا بإطلاق سراح كل المعتقلين الأبرياء على خلفية التدخل خاصة نشطاء الحركة (حمزة المتقي) الذي قالوا عنه أنه لم يقم سوى بالتصوير في إطار لجنة الإعلام داخل حركة 20 فبراير، وبدر الفرقاني ومحمد النحال والزيتوني وابراهيم خرقان. واعتبر المتظاهرون محاكمة أعضاء الحركة «محاكمة سياسية «بسبب مواقفهم الصريحة ضد الفساد والاستبداد والطريقة الحضارية المتمثلة في عرض أشرطة فيديو تكشف مختلف ملفات الفساد محليا ومركزيا. ومن جانبها عرفت مسيرة تنسيقية الأحزاب دعما قويا للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب وبعض أسر المعتقلين .وركزت كلمتها الختامية التي ألقتها ثريا التناني على تحميل أجهزة القوات مسؤولية ما وقع من استعمال مفرط للعنف في أحداث يوم الأحد الماضي .وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين كما جددت الحركة تأكيدها على الاستمرار في الاحتجاج بكل الطرق الحضارية حتى إسقاط الفساد والاستبداد.