استغل حميد شباط عمدة فاس، الذكرى ال38 لرحيل علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال، لتوجيه «رسائل» مباشرة إلى كل من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وإلياس العماري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة. فبحضور الوزراء الاستقلاليين في حكومة بنكيران، وصف شباط قرار رئيس الحكومة القاضي بتوظيف آلاف المعطلين المتفوقين بعد إجراء مباراة ب«غير المسؤول»، مشددا، مساء يوم الجمعة الماضي، على ضرورة الاستمرار في النهج الحكومي تجاه ملف المعطلين، والذي كان يقضي بالإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية، كما تؤكده المحاضر الموقعة بين ممثلين عن رئيس الحكومة السابق ومجموعات وتنسيقيات المعطلين. وقال شباط إن قرار رئيس الحكومة السابق عباس الفاسي جنّب المغربَ عددا من الظواهر والويلات، وهو ما فسره بعض الحاضرين بأنه «رسالة تهديدية» لبنكيران في حالة ما إذا لم يسلك المنحى الذي سلكه عباس الفاسي. وعلى هامش الذكرى، اتهم شباط القيادي الاستقلالي إلياس العمري بالوقوف وراء اعتقال ابنه نوفل في ملف المخدرات، الذي أدين فيه ب3 سنوات سجنا نافذا. واعتبر شباط أن وقوف العماري وراء اعتقال ابنه نوفل «فضيحة في الوقت الذي مضت بلادنا في مسار فتح ورش جديد لإصلاح القضاء». وبعد أن تشبث ببراءة ابنه من هذه التّهم «الملفقة له»، والتي أكد أن الغرض منها تشويه سمعته السياسية داخل الحزب والنقابة، توعد من أسماهم «المفسدين» بالحرب والمواجهة من داخل حزب الاستقلال. وردا على سؤال بخصوص الوسائل التي سيلجأ إليها لمواجهة من أسماهم «المفسدين»، قال شباط إن الأخلاق التي تربى عليها داخل حزب الاستقلال ستجعله يترفع عن «الدناءة التي يتوسل بها البعض»، مؤكدا أن الرد على الأمور القانونية يكون بالوسائل القانونية، أما الرد على الأساليب «الدنيئة» فيكون، حسب قوله، بالأخلاق الرفيعة والمواجهة «الشريفة». و لم تخرج كلمة عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن دائرة الوقوف على «الإسهامات الفكرية والمناقب الأخلاقية للراحل علال الفاسي» وكذا الإشارة إلى المكتسبات التي حققها المغرب منذ الاستقلال في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي، داعيا إلى تحصين تلك المكتبسات والعمل من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، عبر تسوية نزاع الصحراء. وأشار الفاسي، في الذكرى التي أقيمت تحت شعار «الوطنية نضال دائم لبناء مجتمع متضامن»، وبحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومناضلي الحزب من مختف الجهات وبعض أفراد أسرة الزعيم الاستقلالي، إلى أن الدستور الجديد الذي اعتمده المغرب يشكل دعما لمسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها، والتي جعلته محط تقدير من طرف المجتمع الدولي.