رغم تطمينات وزارة السياحة ومحاولات المهنيين تدارك الوضعية السلبية، فإن قطاع السياحة المغربي ما يزال يسجل نتائج سلبية منذ مطلع السنة الجارية. إذ كشفت إحصائيات صادرة عن المرصد الوطني للسياحة عن تراجع ليالي المبيت بالمؤسسات الفندقية خلال الربع الأول من السنة الجارية بنسبة 11 في المائة، مما يمثل فقدان أزيد من 451 ألف ليلة مبيت. وتعزى أسباب ذلك بالأساس إلى تراجع ليالي مبيت السياح الأجانب بنسبة 16 في المائة، والتي استدركت بالنتائج الإيجابية المحققة من قبل السياح المغاربة، الذين ارتفعت مبيتاتهم خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة بنسبة 7 في المائة. كما سجل شهر مارس الماضي بدوره نتائج سلبية. إذ تراجع عدد السياح الوافدين على المغرب خلال هذا الشهر بنسبة 1 في المائة إلى 642 ألف سائح، وليالي المبيت السياحية بنسبة 9 في المائة إلى 1.3 مليون ليلة مقابل 1.4 مليون ليلة خلال الشهر ذاته من سنة 2011. المذكرة الإحصائية أرجعت أسباب تراجع ليالي مبيت السياح غير المقيمين خلال الربع الأول من السنة إلى انخفاض تلك المسجلة من قبل الوافدين الفرنسيين والألمان والبلجيكيين والهولنديين بنسبة 20 في المائة، والإيطاليين بنسبة 48 في المائة، والإسبان بنسبة 4 في المائة، مقابل نمو تلك المسجلة من قبل السياح العرب بنسبة 25 في المائة، لتنتقل من 157 ألفا و724 ليلة عند نهاية مارس 2011 إلى 197 ألفا و369 ليلة خلال الفترة ذاتها من السنة الجارية. وانعكس هذا التراجع على مختلف الوجهات السياحية الرئيسية، التي سجلت انخفاضا ملحوظا في نتائجها الفصلية، باستثناء مدينتي طنجة والدار البيضاء، اللتين حققتا على التوالي نموا بنسبة 8 و1 في المائة، خاصة مدينة مراكش، التي واصلت منحاها التنازلي، حيث تراجعت ليالي المبيت المسجلة بها بنسبة 14 في المائة، والأمر ذاته بوجهة فاس، التي انخفضت نتائجها بالنسبة ذاتها، وورزازات ب28 في المائة، وأكادير ب19 في المائة، في حين استقرت نتائج وجهة الرباط. وأثر هذا التراجع على أعداد السياح الوافدين على المغرب، تسجل إحصائيات مرصد السياحة، إذ انخفض عددهم خلال الربع الأول من السنة الجارية إلى 1.7 مليون سائح مقابل 1.8 مليون زائر سنة قبل ذلك بتراجع نسبته 5 في المائة مقارنة بالربع الأول من السنة الماضية. وهمّ هذا التطور السلبي مختلف الأسواق الأجنبية الرئيسية للمغرب، خاصة إيطاليا، التي تراجع عدد الوافدين منها بنسبة 21 في المائة، متبوعة بفرنسا ب7 في المائة، وألمانيا في الصف الثالث ب5 في المائة، وبلجيكا في المرتبة الرابعة ب4 في المائة، وهولندا والولايات المتحدة بنسبة 2 في المائة. وامتد هذا التراجع إلى عائدات السياحة الوطنية، التي انخفضت مداخيلها بنسبة 1 في المائة مقارنة بالربع الأول من السنة الماضية، إلى 12.09 مليار درهم مقابل 12.1 مليار درهم خلال الثلاثة أشهر من السنة الماضية بتراجع قيمته 72 مليون درهم. كما انخفض معدل الغرف الفندقية خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة إلى 35 في المائة، ليتراجع بنسبة 11 في المائة، مقارنة بالربع الأول من السنة الماضية، إلى 3.57 ملايين ليلة مبيت مقارنة ب4.01 ملايين ليلة بمؤسسات الإيواء المصنفة عند نهاية مارس 2011.