أكدت إحصائيات المرصد الوطني للسياحة أن السياح المغاربة خففوا شيئا ما من الخسائر الفادحة التي كان القطاع سيتكبدها خلال النصف الأول من العام الجاري بفعل التراجع البين في المبيتات، الفندقية للسياح الأجانب والتي تقهقرت بنسبة 6.1 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. غير أن انتعاش السياحة الداخلية وارتفاع معدل مبيتات المغاربة في الفنادق الوطنية ب 13.2 في المائة قلل من حدة الانعكاسات السلبية التي كانت ستلحق بالقطاع، وبالتالي فإن الأنشطة السياحية لم تتراجع سوى ب 2 في المائة. ويعيش قطاع السياحة الوطنية منذ مطلع العام الجاري ظرفية عصيبة، بفعل تداعيات الربيع العربي وما خلفه من إحجام السياح الأوربيين والآسيويين عن ارتياد وجهات شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، كما كان لحادث أركانة تأثيره أيضا على تراجع وجهة مراكش. ومن بين السياح الأجانب الذين تراجع إقبالهم على المبيت في الفنادق المغربية، كان الاسبان على رأس القائمة حيث انخفضت مبيتاتهم بنسبة 30 في المائة كما تراجعت في الآن ذاته ليالي مبيت السياح الفرنسيين ب 10 في المائة، بينما ارتفعت في المقابل مبيتات السياح البلجيكيين ب 15 في المائة والألمان ب 10 في المائة والعرب والبريطانيين ب 7 في المائة. يأتي هذا في ظل ارتفاع عدد السياح على الصعيد العالمي بحوالي 3,9% ،حيث عرفت معظم مناطق العالم نموا إيجابيا باستثناء منطقة الشرق الأوسط. أما المندوبية السامية للتخطيط فقد أعلنت خلال نشرتها الاحصائية الأخيرة أن السياحة الوطنية شهدت بعض التباطؤ في أوائل هذه السنة، حيث حققت المبيتات السياحية، باستثناء الآثار الموسمية، زيادة ب 0,4 %فقط مقارنة بالفصل الرابع 2010 عوض 1,7% في الفصل السابق. وبالتالي، انخفض المعدل المتوسط لإشغال الغرف ب 2,8 نقطة. كما انخفض عدد السياح الوافدين بنسبة 0,8%، حسب التغير الفصلي، متأثرا من تراجع عدد الوافدين المغاربة المقيمين في الخارج ب 0,4% وكذلك السياح الأجانب ب 1,1.% وتتوقع منظمة السياحة العالمية في نهاية عام 2011 نموا يقدر بما بين 4 و5% لعدد السياح الدوليين، أي أقل بقليل من المتوسط -على المدى الطويل. في المقابل، تبدو آفاق نمو السياحة الوطنية متشائمة بعض الشيء على المدى القصير، علاقة بموجة الاحتجاجات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك تظاهرات 20 فبراير في المغرب. فقد انخفضت الليالي السياحية الإجمالية بنسبة 12,8% في الفصل الثاني، حسب التغير الفصلي، وتراجع عدد السياح الأجانب بنسبة 7,9% خلال نفس الفترة. ومع الأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات ، فإن القيمة المضافة للقطاع قد انخفضت بنسبة 1,6%.