تحولت شوارع وأزقة وساحات مدن إقليمالناظور، بني انصار وازغانغان والناظور وسلوان والعروي، إلى مطارح للأزبال والقاذورات وبرك للمياه النتنة، بعد دخول عمال شركة النظافة «فيوليا» في إضراب مفتوح، منذ مساء الخميس الماضي، لعدم توصلهم برواتبهم عن شهر أبريل، بعد عجز مجموعة جماعات إقليمالناظور عن تسديد ديونها المستحقة عليها للشركة والتي تفوق 25 مليون درهم. وتراكمت الأزبال بمختلف شوارع وأحياء مدن مجموعة جماعات إقليمالناظور، مشكلة أكواما من النفايات والقاذورات وفاحت روائها الكريهة، وأغلقت المسالك والمنافذ، وتعذر على المواطنين المرور، سواء كانوا راجلين أو داخل سياراتهم، منهم من وضع على أنفه قناعا، وآخرون عمدوا إلى تغيير مسارهم تجنبا لاستنشاق الهواء الملوث، كما عرقلت حاويات الأزبال بشكل شبه كلي حركة المرور خاصة في الشوارع الرئيسية للمدينة. أصبحت الأوضاع تدعو إلى القلق، ودقت جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة، التي اعتادت القيام بحملات نظافة داخل الأحياء وعمليات التشجير ومحاربة الأكياس البلاستيكية السوداء وتوزيع المطويات حول كيفية المساهمة في المحافظة على البيئة، ناقوس الخطر، منبهة إلى قرب حدوث كارثة بيئية وصحية لا تعرف نتائجها، في ظل استياء السكان واستنكارهم وتخوفاتهم. وندد بيان جمعية الحي العمالي للتنمية والبيئة بأزغنغان بالوضع البيئي الكارثي بالمدينة «نطالب الجهات المسؤولة بالمدينة والإقليم كل من موقعه بالتدخل العاجل والفوري من أجل إيجاد الحلول المناسبة تجنبا لوقوع كارثة بيئية خصوصا أننا على أبواب الصيف». وفي آخر خبر، توصلت جماعة الناظور بميزانيتها يوم الثلاثاء الماضي وقد تتمكن من تسديد جزء من ديونها لشركة النظافة التي ستتمكن من صرف رواتب عمالها في أفق انفراج للأوضاع التي لم تعد يتحملها سكان الإقليم. تشغل شركة النظافة «فيوليا» 325 عاملا وتوظف 34 شاحنة نقل الأزبال موزعة على مختلف جماعات إقليمالناظور، مع الإشارة إلى أنها فسخت عقدتها مع مجموعة جماعات إقليمالناظور وتستعد للرحيل، في الوقت الذي أبرمت المجموعة اتفاقية جديدة مع شركة لبنانية «أفيردا» والتي من المرتقب أن تبدأ العمل في فاتح يونيو المقيل.