تم مساء أول أمس تشييع جثمان التلميذة التي اغتصبها ذئب بشري، وقتلها قبل التمثيل بجثتها، بعد أن اختطفها من أمام باب مدرستها بحي الراشيدية 3، وشهدت مدينة المحمدية منذ يوم العثور على أشلاء جثتها متناثرة، موجة احتجاجات من طرف الساكنة، كانت أعنفها المسيرة التي جاءت بعد تشييع جنازة الضحية بمقبرة الرحمة. حيث جاب المتظاهرون أهم شوارع عالية المحمدية، مرددين شعارات من قبيل «الشعب يريد إعدام المجرم». كما طالبوا بضرورة توفير الحماية الأمنية لأطفالهم. وحمل المتظاهرون ما يحصل من جرائم، للإعلام المرئي الوطني، منتقدين بشدة برنامج «أخطر المجرمين»، الذي أكدوا أن المجرمين يقلدون بعض مشاهده، كما يستمدون منه التحفيز الكامل لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ووجهوا نداءاتهم إلى كل من وزيري العدل والإعلام ورئيس الحكومة، من أجل وقف تلك البرامج التي وصفوها بالمخلة بالأخلاق والتربية المفروض ترسيخها لدى المشاهدين. وشكر بعضهم عناصر الأمن الوطني على السرعة التي تمت بها عملية اعتقال الجاني بعد ساعتين من العثور على أشلاء التلميذة التي كانت في ربيعها الثامن. وطالبوا بتوفير المزيد من الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، خصوصا المدارس الابتدائية والإعدادية، حيث التلاميذ والتلميذات الصغار غير قادرين على حماية أنفسهم. وقالت عائشة عزيزي الأخصائية الاجتماعية ومديرة مركز التأهيل الاجتماعي بالمحمدية، إن أفراد أسرة الضحية هم في حاجة إلى رعاية واحتضان اجتماعي ونفسي. مضيفة أنها زارت منزل الضحية من أجل توفير العناية اللازمة لهم، مبرزة أن هول الكارثة يتطلب مصاحبة اجتماعية ونفسية لكل أفراد الأسرة التي تضم الوالدين والشقيقتين. من جهتها، دخلت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني على خط الاحتجاج. وقررت جمعية النساء الحرات، تنظيم مسيرة احتجاجية من الدارالبيضاء في اتجاه المحمدية مساء اليوم الأربعاء، ووقفات احتجاجية للتنديد بالجريمة الشنعاء. وقد تمت إحالة البقال الجاني، أمس الثلاثاء، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء متابعا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.