ماحي بينبين هو أحد الفنانين المغاربة الأكثر حظوة في السوق العالمية. القطيعة على مستوى علاقاته بوالده، الذي كان مقربا من الملك الراحل الحسن الثاني، ألغت المسافة بينه وبين شقيقه عزيز ، الذي رزح في معتقل تازمامارت طيلة 18 سنة، في هذا الحوار، يعود بنا بينبين إلى ماضيه، ليحكي لنا عن طفولته وعن ازدواجيته الفنية ككاتب وتشكيلي. - يقال إنك سخي تجاه تشكيليي مراكش. هل تُمكنهم مِن الاستفادة من شبكة علاقاتك التي تتجاوز حدود المغرب؟ < فني التشكيلي معروف في عدد من الدول. أحظى بشبكة علاقات بالمعارض والمتاحف في الخارج. وعند الإمكان، أساعد على بيع لوحات التشكيليين الشباب بمراكش، وكلما أتيحت لي الفرصة، كما قلت سابقا، أقنع زبنائي بشراء إبداعاتهم، بل إننا بصدد التفاوض حول تنظيم معرض جماعي بلندن في شهر مارس المقبل. وإذا سارت الأمور كما يجب، فإننا سنختار مجموعة من الشباب ليشاركوا في هذا المعرض. - وجود لوحاتك في متحف «كودجينهايم» بنيويورك جعل منك فنانا عالميا. كيف تمكنت من الحفاظ على شبكة علاقاتك؟ < أنا اجتماعي بطبعي، وأعطي أهمية كبيرة للعلاقات الإنسانية. غير أنني أؤكد أنني أصبحت أقلق من عرض لوحاتي في الخارج لأن ذلك يخلق لي عدة مشاكل. أفضل أن أعرض لوحاتي في المغرب، وأستمر في ذلك لأنني مطلوب جدا. إنها طريقة لصيانة علاقاتي، لكن الحقيقة أنه بدأ يضايقني، لأن هناك خطرا في نقل اللوحات دون إغفال الضريبة الجمركية. - كان يجب أن يتوجه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى محترفك خلال زيارته الأخيرة لمدينة مراكش. ماذا حدث بالضبط؟ < نعم، كان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، سيزور محترفي لمشاهدة إبداعاتي، للأسف تم إلغاء ذلك في آخر لحظة لأن برنامج عمل ساركوزي كان مكثفا. - يوجد نيكولا ساركوزي ضمن شبكة علاقاتك.... < لا أعرف نيكولا ساركوزي بشكل شخصي. ليس صديقا حميما ولم يسبق لي أن التقيت به. كل ما في الأمر أنه طلب مقابلة فنان تشكيلي مغربي دون أن يحدد اسمه. والسفير الفرنسي بالرباط هو الذي قام بعملية الاختيار، فاقترح اسمي على وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، وهكذا أدرجت زيارة محترفي في برنامج عمل ساركوزي أثناء زيارته للمغرب. أعددنا كل شيء بما في ذلك لوحات بعض التشكيليين الشباب، لكن الزيارة ألغيت في نهاية المطاف. - يُحتمل أن اسمك اقترح لتولي منصب وزير الثقافة. هل تؤكد هذا الأمر؟ < ليس ذلك في الواقع سوى إشاعة، لم يسبق أن اقتُرحت لأكون وزيرا للثقافة، وحتى إذا اقترح علي ذلك فإنني لن أقبل لأن ذلك لا يهمني، بكل بساطة. أفضل أن أتفرغ لفني. أهتم بالفن التشكيلي والكتابة، ولا أريد أن أضيف إليهما السياسة. - هل تعتبر نفسك فنانا تشكيليا أكثر منك كاتبا؟ < أنا فنان تشكيلي وكاتب، ولا تزعجني هذه الثنائية، بل على العكس، أعيشها ولدَي طريقتي لإيلاء الأهمية لهذين الشكلين من الفن. أرسم في الصباح وأكتب في المساء. لدي انضباط عسكري، وأنا مواظب على العمل وأعطي أهمية كبيرة لهذا الانضباط، وهذا شيء أساسي بالنسبة إلي. أعتقد أنه يجب على الفنان أن يندمج في هذا الانضباط، وإن لم يحضر بنفس القدر لدى الجميع، لأن لكل واحد طريقته في العمل مثلما لدي طريقتي الخاصة وأنا فخور بها. - ألا تتأسف على أنك معروف بكونك فنانا تشكيليا أكثر منك كاتبا؟ < أنا فخور بالاعتراف بي كفنان تشكيلي، ولكنني وددت أن أحظى بشهرة كبيرة بصفتي كاتبا، وهذا ما سيأتي لاحقا. لا أكتب بكثرة في الآونة الأخيرة، لأنني لست في فترة إلهام كبيرة. شرعت في كتابة رواية جديدة مؤخرا حول تفجيرات الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، غير أنني أجد صعوبة في إتمامها لأنني أحسست بأني، ربما، بصدد الترافع عن الإرهاب. ولذلك أقوم حاليا بمراجعة المتن كله، وفي انتظار ذلك أستمر في الرسم. ترجمة - محمد بوهريد