أثارت تصريحات عبد الحميد شباط، القيادي المثير للجدل في حزب الاستقلال، جدلا واسعا في صفوف الحزب، حيث كشفت مصادر موثوقة ل«المساء» أن الحزب يعيش على إيقاع الانقسام بعد أن لمح شباط إلى أن محاكمة ابنه في ملف للمخدرات ترتبط بحيثيات انتخاب الأمين العام للحزب في أفق المؤتمر المقبل. وأكدت نفس المصادر على أن «تصريحات عبد الحميد شباط أغضبت عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، إلى جانب قيادات أخرى داخل اللجنة التنفيذية». في المنحى ذاته، أسرت مصادر من داخل اللجنة التنفيذية أن «تصريحات عبد الحميد شباط لم تستسغها قيادات الحزب نظرا لأنها توجه اتهاما مباشرا إلى أعضاء من حزب الاستقلال»، مؤكدة أن «عباس الفاسي أسر إلى بعض مقربيه أن شباط تجاوز حدوده في إطلاق التصريحات من دون العودة إلى هياكل الحزب»، واعتبرت أن «خرجات شباط الإعلامية تضر بصورة الحزب وتخلق مشاكل مع بعض حلفائه السياسيين»، في إشارة إلى النقد الشديد الذي وجهه شباط إلى حزب الاتحاد الاشتراكي بعد مشادات حول تصريحات سابقة له تتهم قيادات في «حزب بوعبيد» بالضلوع في اغتيال عباس لمساعدي أحد زعماء جيش التحرير. وأشارت مصادر أخرى إلى أن «الخرجة الإعلامية الأخيرة لشباط حملت بين ثناياها اتهاما مبطنا إلى آل الفاسي، الشيء الذي أجج غضب عباس الفاسي. ومن المنتظر أن تثير هذه التصريحات نقاشات ساخنة في الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية للحزب». وفي السياق نفسه، كشفت مصادر الجريدة أن قيادات بارزة داخل حزب الاستقلال تسير في اتجاه سحب دعمها من عبد الحميد شباط، زعيم التيار النقابي لحزب الاستقلال، فيما أكدت نفس المصادر على أن بعض الفروع التي كانت محسوبة على شباط تتجه نحو مساندة عبد الواحد الفاسي في المؤتمر المقبل، من أبرزها فرع مراكش الذي يقوده عبد اللطيف أبدوح، عضو اللجنة التنفيذية للحزب. وأضافت نفس المصادر أن «عائلة احجيرة التي ظلت دائمة تتموقع في الوسط دون أن تنحاز إلى أي طرف، تتجه نحو مساندة عبد الواحد الفاسي أثناء المؤتمر المقبل، بعد التصريحات الأخيرة لعبد الحميد شباط».