أجهض حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، حلم عباس الفاسي، الأمين العام، بالاستمرار على رأس الحزب إلى غاية 11 يناير 2013، موعد المؤتمر العادي، بعد أن تمكن من كسب معركة تحديد تاريخ المؤتمر السادس عشر، المندلعة منذ أسابيع بين تيار شباط وتيار عبد الواحد الفاسي وأعضاء في المجلس الوطني مؤيدين للأمين العام، بفرض موعد 30 و31 يونيو وفاتح يوليوز القادمين لعقد المؤتمر؛ فيما تحول اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي ترأسه وزير السكنى والتعمير السابق توفيق احجيرة، أول أمس السبت، إلى ساحة لملاسنات بين تيار شباط ومناهضيه كادت تؤدي إلى تفجر الاجتماع في أكثر من مناسبة.. هذا الاجتماع الذي شهد أطوارا ساخنة على خلفية اللجوء إلى التصويت على النظام الداخلي وتحديد موعد المؤتمر، بعد أن أثار اللجوء إلى آلية التصويت، بناء على اقتراح من تيار شباط، حفيظة تيار عبد الواحد الفاسي ومن معه. وقد ذكرت مصادر حضرت الاجتماع أن التصويت بالأغلبية المطلقة على النظام الداخلي استفز تيار عبد الواحد الفاسي الذي انتفض ضد مسطرة تمرير النقط المدرجة في جدول أعمال اجتماع اللجنة بالتصويت، ولاسيما تحديد تاريخ المؤتمر والنظام الداخلي، مشيرة إلى أن تلك «الانتفاضة» أدت إلى وقف أشغال اللجنة التحضيرية، وعقد اجتماع بين رئيسها وأعضاء داخلها وأعضاء اللجنة التنفيذية في أحد المكاتب بالطابق العلوي للمركز العام للحزب من أجل تجاوز «البلوكاج». ووفق مصدر استقلالي من المجلس الوطني، فقد اضطر رئيس اللجنة التحضيرية إلى رفع الجلسة في مناسبتين لتهدئة النفوس، خاصة بعد أن احتج أعضاء في اللجنة على طريقة التصويت التي تمت بترديد نشيد الحزب، وهو ما اعتبر خرقا. وأشار المصدر ذاته إلى أنه رغم تمكن احجيرة من احتواء الوضع، فإن رئاسة لجان المؤتمر المقبل ستفجر الصراع مجددا بين التيارين المتصارعين، حيث كان هناك حرص شديد من قبل المناهضون لشباط ومحاولة سيطرته على الحزب على ألا تخرج لجنة القوانين والأنظمة من بين أيديهم، خاصة بعد أن فشلوا في مهمة تأجيل التصويت على القانون الداخلي وإرجاء موعد عقد المؤتمر. وأفاد مصدر «المساء» بأن السباق على رئاسة لجنة القوانين والأنظمة انتهى بظفر حسن الخوراني، المحسوب على تيار عبد الواحد الفاسي، بالمنصب، فيما عاد منصب نائب رئيس اللجنة إلى سيحمد، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وهو ما يعتبر حلا يرضي الطرفين المتصارعين. وفي الوقت الذي تم فيه إرجاء تشكيل 10 لجان من أصل 14، تمكن كل من عادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية والمحسوب على تيار شباط، والعبادلة ماء العينين من الظفر على التوالي برئاسة لجنة السياسة وتنزيل الدستور ورئاسة لجنة الوحدة الترابية، في حين كانت رئاسة لجنة الجهوية والمركزية من نصيب عبد العزيز حليلي، رئيس جمعية مستشاري حزب الاستقلال. إلى ذلك، علمت «المساء» من مصادر استقلالية بأن التيار المناهض لشباط استبق اجتماع اللجنة التحضيرية بعقد عشاء عمل في أحد فنادق الرباط، تم فيه وضع استراتيجية مواجهة شباط ومن معه، مشيرة إلى أن تيار الفاسي وأعضاء في المجلس الوطني خرج باتفاق على العمل على عدم تمرير النظام الداخلي وعدم تحديد تاريخ المؤتمر، وهو ما لم ينجح فيه في نهاية المطاف. وفيما فضل الأمين العام الغياب عن اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر المنعقد أول أمس السبت، مجنبا نفسه أي حرج قد يوضع فيه، كان مثيرا للاستغراب، حسب مصادر حضرت اجتماع اللجنة، موقف الصمت الذي لزمه ما يسميه الاستقلاليون بمجلس «عائلة الفاسي»، حين كان بعض أعضاء اللجنة التحضيرية يرددون شعار «زعيمنا السياسي هو علال الفاسي»، حيث امتنعوا عن ترديد الشعار مخافة أن يحسبوا على مناصري تيار شباط. من جهة أخرى، كانت لافتة خلال اجتماع اللجنة رسائلُ التطمين التي حاول شباط وتياره بعثها إلى عبد الواحد الفاسي، المرشح الأبرز لقيادة الاستقلاليين بعد محطة المؤتمر، حيث حرص تيار زعيم الذراع النقابي للحزب على التأكيد لنجل مؤسس الحزب، علال الفاسي، على أنه «لا اعتراض لديهم على توليه الأمانة العامة». وبينما شكك قيادي استقلالي في نوايا شباط وتياره تجاه تولية عبد الواحد الفاسي منصب الأمين العام، معتبرا أن ذلك يدخل في سياق عملية تنويمه قبل الانقضاض على المنصب، اعتبر قيادي محسوب على تيار شباط أنه « من مصلحة الحزب أن يكون هناك أمين عام متوافق عليه، لا أن يكون محط منافسة أو معارضة من قبل شريحة مهمة من الاستقلاليين»، قبل أن يضيف: «ليس لدينا أي اعتراض على عبد الواحد، لكن الإشكال هو أنه محاط بأناس تجمعهم بنا صراعات لأسباب ذاتية، وهم اليوم يستعملونه لمواجهتنا».