حدد المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، يوم سابع يونيو المقبل موعدا لإجراء أهم مباراة له قبل انطلاق الموسم الجديد، وهي «مباراة» الجمع العام الذي سينتخب رئيسا ومكتبا مسيرا جديدا سيتولى قيادة الفريق. حسنا فعل مسؤولو الرجاء الحاليون، فالتعجيل بعقد الجمع العام أمر جيد حتى يكون أمام المكتب المسير المقبل مزيد من الوقت لترتيب صفوفه ولبدء الاستعداد للموسم المقبل. وإذا كان إعلان موعد الجمع العام دفع بعدد من الراغبين في الترشح لرئاسة الفريق إلى إبداء نواياهم في دخول سباق الرئاسة، إلا أن على الرجاء و منخرطيه على وجه الخصوص الذين ستناط بهم مهمة انتخاب الرئيس المقبل أن يحسنوا الاختيار. لقد عشنا قبل موسمين تفاصيل الجمع العام الذي جاء بحنات رئيسا للرجاء، وتابعنا مسلسلا من التنافس بين حنات وبودريقة وحسبان حاول خلاله كل طرف أن يعرض برنامجه، قبل أن ينسحب حسبان يوم الجمع العام ويعلن انضمامه إلى برنامج حنات ويقتصر التنافس على حنات وبودريقة. إذا كانت من حسنة لذلك الجمع العام، فهي أنه أضفى طابعا ديمقراطيا على جمع الرجاء، وجعل التنافس حول البرامج وحول الأهداف المسطرة، ولعل هذا ما جعل مكتب حنات ينجح في عامه الأول ويتمكن من الحصول على لقب البطولة ويصل إلى دور المجموعتين لعصبة الأبطال، قبل أن تتغير المعطيات في الموسم الثاني ويخرج الفريق خاوي الوفاض بصفر لقب، وبمشاكل مالية كبيرة. اليوم، يجب أن تتكرر الصورة نفسها وأن يعلن كل مرشح للرئاسة برنامج عمله والأهداف التي يرغب في تحقيقها ووسائل العمل التي سيوفرها، فلا يكفي أن يدغدغ مرشح للرئاسة مشاعر الرجاويين ويبدأ في الحديث عن فريق البطولات والأمجاد وجلب المستشهرين والرفع من موارد الفريق. برامج المرشحين يجب أن تكون واضحة، تحدد الأهداف والوسائل بدقة وأن تأتي بمشروع متكامل، كما على المنخرطين أن يغلبوا مصلحة الفريق وأن ينتصروا للواقع في اختيارهم وليس للأحلام، وأن لا يكونوا رهينة لبائعي الأوهام. لقد دفع الرجاء الثمن غاليا في الموسم الماضي، من صورته العامة، إذ عاش الفريق عدة انفلاتات وأصبحت سلطة بعض اللاعبين أقوى من سلطة المكتب المسير، وهناك من أنشأ لوبيات تدافع عن رغبات مجموعات صغيرة سواء من اللاعبين أو المسيرين، واليوم من المفروض أن يصحح الرجاء وضعه وصورته، والتصحيح يبدأ بخوضه مباراة الجمع العام بدون خطأ.