احتدم الصراع حول رئاسة المكتب المسير للرجاء البيضاوي، قبل أيام من عقد الجمع العام للنادي، والذي من المنتظر أن يشهد معركة انتخابية حارقة بين مختلف الفصائل الرجاوية، لاسيما بعد إعلان عبد الله غلام عن استقالته المبكرة من الرئاسة لأسباب صحية. وعلى الرغم من تقديم عبد السلام حنات كمرشح لمجلس حكماء الرجاء المكون من أوزال والرتناني والصويري وعمور، وكادري، وتزكيته مبدئيا من طرف الرئيس الحالي عبد الله غلام، فإن حنات لم يعلن بعد عن برنامج عمله ولم يفصح عن نواياه، بينما ظل منزله قبلة للعديد من المسيرين والمنخرطين الذين التمسوا منه إلحاقهم بمكتبه المسير في حالة انتخابه رئيسا للرجاء في الجمع القادم يوم رابع يونيو المقبل. وحرص غلام على إعداد التقارير الأدبية والمالية والتقنية قبل مغادرة كرسي الرئاسة، وقالت مصادرنا إن التكلفة المالية للموسم الرياضي قاربت 3 ملايير و300 مليون سنتيم، وأن الفائض المالي يصل إلى 500 مليون سنتيم، وهي حصيلة رقمية تمكن المسيرين الجدد من تدبير انطلاقة مطمئنة لقاطرة الفريق في الموسم الرياضي القادم، رغم أن كل المؤشرات تؤكد رغبة بعض الرؤساء في بيع اللاعبين من أجل توفير ميزانية التسيير، خاصة وأن للمدافع أولحاج عرضا مهما من ناد إسباني. وفي الجبهة الثانية، تعزز موقف أول المرشحين للرئاسة، محمد بودريقة، بضم فسيفساء رجاوي، مكون من لاعبين دوليين قدامى ومسيرين جدد ومجربين. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وجه بودريقة، الذي لم يبلغ بعد عقده الثالث، الدعوة إلى منخرطي الرجاء وأعضاء من المكتب الحالي وبعض قدماء اللاعبين والمرشحين للرئاسة والمكتب المديري، لحضور اللقاء التواصلي الذي سيعقده بأحد فنادق الدارالبيضاء، مساء الإثنين القادم، لعرض برنامج عمله وطبيعة الانتدابات التي صرح بأنه رصد لها مبلغا ماليا لا يقل عن مليار سنتيم. وربط بودريقة اتصالات مع مصالح وزارة الشباب والرياضة، من أجل دمج برنامجه مع استراتيجية الوزارة في مجال كرة القدم، من خلال الاطلاع على قانون التربية البدنية الجديد وقانون مكافحة الشغب والمنشطات. وقال رشيد البوصيري، نائب رئيس الرجاء البيضاوي ل»المساء»، إنه يدعم المرشح بودريقة، بعد أن اطلع على برنامج عمله، وأشار إلى أنه لا يرغب في الانتماء مجددا للمكتب المسير، كي يفسح المجال لطاقات أخرى من أجل البذل والعطاء، «أنا أدعم لبودريقة لكنني أنفي شائعات تجديد ترشيحي لعضوية المكتب المسير، فقد قدمت كل ما في جعبتي وحان وقت التغيير». من جهة أخرى، أعرب سعيد حسبان عن رغبته في الترشيح للرئاسة، وقال ل»المساء»، إنه لن يضع ترشيحه لأن غلام لازال رئيسا للرجاء، «سأفصح عن رغبتي في الجمع العام، لكن في نظري رجل المرحلة هو عبد الله غلام، يجب أن يكمل سنته الرابعة كي نحاسبه على الحصيلة، فأي رئيس سيخلفه سيعاني لأن الرجاء جسد بلا روح، ولا يمكن ولوج الاحتراف بهذه العقلية، الرجاء ليست في حاجة للمال بل للرجال، وبحكامة جيدة يمكن أن نجني النتائج». وطالب حسبان كل مرشح بالإفصاح مسبقا عن لائحة مسانديه، لوجود أسماء تتموقع هنا وهناك، مما يجعل الهدف انتخابيا ليس إلا، ووعد بعقد لقاء إعلامي في الأيام القادمة. وفي سياق آخر، دعا منخرطون إلى إضفاء الشرعية أولا على المكتب المديري للنادي، قبل تحويل النقاش وحصره في قضية خلافة رئيس لرئيس.