طالب مجموعة من المغاربة القاطنين بتونس الحكومة والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بالتكفل ماديا بنقل جثث الموتى المغاربة الذين ينتهي أجل حياتهم فوق التراب التونسي، معبرين، في اتصال هاتفي ب»المساء»، عن صدمتهم القوية جراء ما وصفوه ب»تخلي» المغرب عنهم في أحلك الظروف وأشدها قتامة. وأكد عبد الله، رئيس الجمعية المغربية بتونس، والتي تأسست مؤخرا للدفاع عن حقوق المغاربة المقيمين بهذا البلد، أنهم قدموا عدة طلبات إلى القنصلية الموجودة في تونس للتكفل بموتاهم، لكنها قوبلت، بحسب قوله، بالرفض لدواع تمثلت، بحسب رد المسؤولين هناك، بترشيد الدولة المغربية لنفقاتها عن طريق عدم التكفل المادي بنقل الجثث، لأنها أضحت «عاجزة « حسب مسؤولي السفارة في تونس عن التكفل بجثث المغاربة المقيمين بالخارج وخاصة الموجودين في الدول الإسلامية، ومن أراد نقل جثة أخيه عليه أن يتحمل ذلك من ماله الخاص، يضيف المتحدث. وتساءل المصدر ذاته قائلا: «كيف يمكن ترشيد النفقات بتقليص حقوق المواطنين المقيمين في الخارج، خاصة أن معظمهم فقراء يعيشون من أجل كسب لقمة العيش ويتجرعون مرارة الاغتراب والابتعاد عن عائلاتهم ووطنهم». وتحدث عبد الله عن العديد من الحالات التي توفيت في تونس ولم تجد من يتكفل بها بعد أن تخلت عنها، حسب تعبيره، السفارة والوزارة، مشيرا إلى أن الشركات التي كان يشتغل لديها هؤلاء الأشخاص، الذين شاءت الأقدار أن يتوفوا في تونس، هي من تتكفل بنقل جثثهم على حسابها الخاص تعاطفا معهم ومع ذويهم. وفي حالات أخرى، يؤكد المصدر ذاته، يجتمع المواطنون المغاربة كأفراد ويدفعون مصاريف نقل الجثة إلى الشركة المتعاقدة مع السفارة المغربية في تونس وبثمن «خيالي»، إذ حدده المتحدث في 15000 درهم بالعملة المغربية. من جهته، أوضح عبد اللطيف معزوز، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج أن الدولة لا تتكلف بنقل جثث الموتى من بلدان إسلامية وبأن تونس بلد إسلامي ويتوفر على مقابر لدفن المسلمين، وأن على العائلات التي ترغب في نقل جثة أحد ذويها إلى المغرب أن تتكفل ماديا بذلك. في المقابل، أكد معزوز أن الدولة تتحمل مسؤولية نقل الجثث التي توجد في دول لا تتوفر على مقابر لدفن المسلمين أو في حالات التي يكون فيها الشخص معوزان وذلك بعد أن يقوم بتقديم الوثائق والشهادات التي تثبت حالة الاحتياج. وأشار الوزير إلى أن من أراد أن ينقل إلى المغرب من أجل دفنه عليه أن يؤدي أقساط التأمين التي حددها في مبلغ 200 درهم وهو المبلغ الذي اعتبره الوزير ضئيلا وفي متناول الجميع. وطالب مغاربة تونس الحكومة ووزارة الجالية بتحمل نفقات الجثث، معبرين عن استغرابهم من الوضع الذي يعيشونه، والذي على حد تعبيرهم لم يتغير عما كان عليه من قبل في عهد الحكومات المتعاقبة، علما يشير رئيس المغربية بتونس أن عدد الموتى في هذا البلد لا يتجاوز أربع حالات في السنة. يشار إلى أن المغرب تكفل سنة 2010 بنقل 366 جثمانا لمغاربة معوزين كانوا قاطنين بالخارج من مختلف دول العالم، بحيث احتلت بلدان أوروبا الرتبة الأولى من حيث نسبة ترحيل جثامين المغاربة المعوزين، بأكثر من 90 في المائة، وأتت إسبانيا في المقدمة بنسبة 33 في المائة ثم فرنسا ب24 في المائة، فإيطاليا ب17 في المائة، وكانت هذه المبادرة قد اتخذت من قبل الوزارة السابقة من أجل تفعيل البرنامج الاجتماعي الذي يهدف إلى تقوية الحماية الاجتماعية وتوفير الدعم والعون للمغاربة الذين يعانون من وضعية اجتماعية صعبة في الخارج.