نفى مصدر مسؤول من داخل وزارة الاتصال ما يتردد حول تأجيل العمل بدفتر التحملات الخاص ب«صورياد – القناة الثانية» والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى غاية شهر شتنبر المقبل، مستغربا الضجة التي خلفها خبر التأجيل. وأوضح المصدر أن دفتر التحملات ينص، منذ يوم إعداده وتاريخ المصادقة عليه من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، على دخوله حيز التنفيذ منذ الفاتح من ماي (يومه الثلاثاء)، بالنسبة إلى الشق المتعلق بالنشرات الإخبارية، على أن يبدأ العمل به في الجانب المتعلق بالبرامج في الفاتح من شتنبر المقبل. وكانت أنباء قد تحدثت عن تأجيل العمل بدفتر التحملات إلى شتنبر المقبل، وتغيير 30 في المائة من بنوده، وهو ما تم نفيه من قبل وزارة الاتصال، التي أشارت إلى أن دفتر التحملات أعلن بوضوح عن دخوله حيز التنفيذ مطلع شتنبر المقبل، باستثناء الجانب المرتبط بالنشرات الإخبارية. وأوضح المصدر ذاته أن بنود دفاتر التحملات تبقى قابلة للتعديل، شأنها في ذلك شأن أي قانون، نافيا أن تكون أي هيئة قد أثارت موضوع إمكانية تعديله في الوقت الراهن. نفس المصدر قال إن «القنوات الوطنية أصبحت ملزمة منذ اليوم، وبشكل مبدئي، بتطبيق مقتضيات دفتر التحملات في ما يتعلق بالنشرات الإخبارية». وهكذا، ستكون القناة الأولى ملزمة منذ اليوم بإنتاج وبث ثلاث نشرات إخبارية تلفزية باللغة العربية بشكل يومي، مع بث نشرة إخبارية بالأمازيغية مرفقة بترجمة مكتوبة باللغة العربية، وفق ما تنص عليه المادة 26 من دفتر التحملات الخاص بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وحسب نفس البند، ستكون القناة الأولى ملزمة ببث أربع نشرات إخبارية موضوعاتية تعنى بالأخبار الاقتصادية والرياضية والثقافية والجهوية، بشكل أسبوعي، بالإضافة إلى الحفاظ على الساعة الواحدة ظهرا والثامنة والنصف مساء كموعد للنشرات الرئيسية. أما القناة الثانية، فتلزمها المادة 21 من دفتر التحملات، ببث نشرتين إخباريتين عامتين على الأقل باللغة العربية، ونشرة باللغة الأمازيغية مصحوبة بترجمة مكتوبة إلى اللغة العربية، ونشرة إخبارية واحدة بالفرنسية. وحسب دفتر التحملات، فإنه يتوجب على القناة الثانية، منذ يومه الثلاثاء، إدخال تعديل على النشرة المسائية الرئيسية، التي كانت تبث بالفرنسية، وتحويلها إلى اللغة العربية. وينص دفتر التحملات على بث نشرات الأخبار الرئيسية بالعربية في الثانية عشرة و45 دقيقة ظهرا والثامنة و45 دقيقة ليلا. وكانت النقطة المتعلقة بإلغاء دفتر التحملات الخاص ب»الدوزيم» للنشرة المسائية بالفرنسية، قد أثارت جدلا كبيرا، إذ ذهبت سميرة سيطايل إلى حد القول بأن هذا البند سيمحو «موعدا تاريخيا اعتاد المغاربة على متابعته»، علما أن الأرقام الخاصة بقياس نسب المشاهدة لم تشر يوما إلى وجود نسبة مشاهدة متميزة للنشرة باللغة الفرنسية. وأشارت مصادر أخرى ل «المساء» إلى أن «لوبيات فرانكفونية»، باتت مصالحها مهددة، وجهات أخرى تعارض إصلاحات الخلفي، تضغط بقوة من أجل تغيير أبرز ملامح وبنود دفاتر التحملات الجديدة، وكذا من أجل تأجيل العمل بها. وأوضحت المصادر ذاتها أن فرضية العمل بدفاتر التحملات في غير موعدها، هو في صالح معارضي الإصلاحات التي جاء بها الخلفي، لأنه سيمنحهم مزيدا من الوقت لممارسة الضغط من أجل إدخال تغييرات واسعة على جزء مهم من بنود دفاتر التحملات.