يبدو من خلال دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، أن مهمة رئيسها فيصل العرايشي قد تعقدت بعض الشيء وأنه تنتظره أيام عصيبة في الأيام القليلة المقبلة، بالنظر خاصة إلى العديد من مواد هذا الدفتر، ويتساءل الكثيرون حول مدى التزام الشركة الوطنية بتطبيق البنود التي قطع عليها الدفتر أم ستكون هناك ليونة في التعامل مع هذه الالتزامات كما جرت العادة، علما أن ظروف الاشتغال في هذه الشركة لا على مستوى الموارد البشرية، والمهنية والبنيات التحتية تتميز بالتواضع. وأكد حسن لشهب رئيس قطاع الإنتاج والبرمجة بالإذاعة الأمازيغية في تصريح لجريدة "العلم" أن هذه الأخيرة هي قناة ذات طابع متنوع منذ نشأتها، رغم حجم البث فيها الذي كان لا يتعدى 8540 ساعة في السنة، بمعدل 16 ساعة يوميا منذ 2005، وأوضح لشهب أنه سيصل البث عما قريب إلى 8760 ساعة سنويا، حيث اتخذت كل الإجراءات لذلك، على المستوى التجهيزات والاستديوهات، وأكد أن الإذاعة الأمازيغية في حاجة الآن إلى ما يناهز 26 صحافيا مختصا في الإنتاج وفي التنشيط الإذاعي، و12 مخرجا إذاعيا لتغطية حجم البث الإضافي، وقال إن هذا العدد هو الحد الأدنى لإنجاح العملية. وفيما يخص البرامج، قال لشهب إن برامج النقاش السياسي أصبحت بمقتضى دفتر التحملات الجديد ضرورية، وستبث بمعدل 2 برنامجا بوتيرة أسبوعية، والرياضة التي كانت تدخل في إطار النوع الثقافي، أصبحت من أنواع البرامج المنصوص عليها في الدفتر. وأضاف أن الإذاعة الأمازيغية هي الأداة الملزمة بتهيئ الأغنية لإنتاج اللغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبارهما جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية، إضافة إلى أن البرامج من النوع الخدماتي والاجتماعي عرفت وتيرة أسبوعية، وتم التنصيص على بث الموسيقى الأمازيغية بنسبة لا تقل على 80 بالمائة من البث الخاص بالموسيقى يوميا. وأفاد أن الإنتاج الخارجي عرف تطورا حيث تم تمديد حجمه إلى 30 بالمائة و10 بالمائة من الإنتاج المشترك، وحصر الإنتاج الداخلي في 60 بالمائة لأن الإذاعة الأمازيغية، حاليا لا تصل إلا إلى 5 بالمائة من الإنتاج الخارجي، وفي هذا الإطار ستقدم هذه الإذاعة طلبات عروض لدى شركات الإنتاج بخصوص شبكتي الصيف ورمضان وتتعلق بالمسلسلات وبعض البرامج الخدماتية التي يتعذر إنتاجها داخليا، وبعض البرامج الدينية، كما تم التنصيص على أن الإذاعة الأمازيغية ستبث تغطية لجلسات البرلمان بغرفتيه. وفي هذا الإطار تقول المادة 39 من دفتر التحملات هذا إن القناة الأولى تخصص 80% من مدة الشبكة المرجعية باللغة العربية وباللسان الحساني الصحراوي، و20% بالأمازيغية، أما المادة 11 من دفتر التحملات فتؤكد على أن الشركة تعتمد على برمجة تعكس تنوع مقومات الهوية المغربية وتجلياتها الثقافية واللغوية والفكرية والمجالية والاجتماعية وتساهم، عبر مختلف برامجها، في إبرازها وإغنائها. وتضيف المادة ذاتها أن الشركة تبث برامجها باللغتين العربية والأمازيغية وباللسان الحساني والتعبيرات الشفوية المجالية المغربية المتنوعة، مع الاستعمال السليم والمبسط للغة العربية والأمازيغية في البرامج الموجهة للأطفال والجمهور الناشيء والنشرات الإخبارية والبرامج الوثائقية، وفي الترجمة المكتوبة المرافقة للأعمال المبثوثة. وتستعمل حصريا اللغة العربية و اللغة الأمازيغية في دبلجة الأعمال الأجنبية. كما تلتزم الشركة ببث البرامج، التي تدخل في إطار الالتزامات الكمية المنصوص عليها بهذا الدفتر، بالعربية والأمازيغية والتعبيرات المغربية، ما عدا في حالة التزام معاكس يخص خدمة معينة منصوص عليه في هذا الدفتر. وتلتزم الشركة بتخصيص جزء مهم من برامجها للأعمال الثقافية والفنية المغربية وضمان التوازن بين مختلف التعبيرات الشفوية المختلفة. كما تلتزم الشركة، في إطار مهام المرفق العام المنوطة بها، بالمساهمة المتميزة في تثمين وتنمية وإنتاج وبث الثقافة المغربية بتنوع مكوناتها وروافدها الثقافية واللغوية والمجالية. وفيما يخص الإلتزامات الخاصة التي تطبق على القناة التلفزية الوطنية الناطقة بالأمازيغية "تمازيغت"، فحسب المادة 43، المتعلقة بالتوقيت، فإن القناة تبث برامجها كل يوم لمدة أربعة وعشرين "24" ساعة بواسطة الشبكة الأرضية والقمر الاصطناعي "الأقمار الاصطناعية" بالنظامين التناظري والرقمي. وتلتزم الشركة حسب المادة 44، المتعلقة بالخصائص العامة للبرمجة في إطار مهام المرفق العام المنوطة بها بتقديم مساهمة متميزة عبر قناة "تمازيغت لتثمين وتنمية ونشر الثقافة واللغة الأمازيغيتين، باعتبارهما جزءا لا يتجزء من الثقافة والحضارة المغربيتين ورصيدا مشتركا لكل المغاربة، أما المادة 47 المتعلقة بالنشرات الإخبارية، فإن "تمازيغت»تقوم ، يوميا، بإنتاج وبث ثلاث نشرات إخبارية تلفزية عامة على الأقل باللغة الأمازيغية. كما تبث يوميا نشرة إخبارية باللغة الأمازيغية، وفق نحو ومعجم اللغة الأمازيغية المعيار ، مصحوبة بترجمة مكتوبة إلى اللغة العربية. وتقدم النشرات الإخبارية أهم الأحداث الوطنية والجهوية والدولية الراهنة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية مع احترام التوازن في معالجة الخبر وتعددية تيارات التعبير والرأي. كما تبث القناة، أسبوعيا وبشكل منتظم،أربع نشرات إخبارية موضوعاتية تعنى بالأخبار الاقتصادية والاجتماعية و الرياضية والثقافية وأهم الأحداث الجهوية. وتلتزم القناة، في إطار نشراتها الإخبارية، بالإخبار الآني عن كل الأحداث ذات البعد الوطني التي تستأثر باهتمام الرأي العام، وكذلك الأحداث ذات البعد الدولي خصوصا تلك المتعلقة بالمغرب وخياراته الاستراتيجية، كما تلتزم بالإخبار الآني عن التطورات الطارئة على هذه الأحداث ومآلها. كما تبث النشرات الإخبارية ملخصا عن أنشطة المجالس الوزارية والحكومية، مع احترام القواعد الموضوعة من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري. أما المادة 48 المتعلقة بالبرامج الحوارية، فإنها تؤكد أن "تمازيغت"، تبث أسبوعيا وبصفة منتظمة، ثلاث برامج حوارية على الأقل، لمدة لا تقل عن 52 دقيقة لكل برنامج على ألا تتجاوز 90 دقيقة، تعنى بقضايا الشأن العام الراهنة، مع الحرص على مشاركة المرأة والشباب. وتسهر القناة على تنوع وراهنية القضايا المعالجة واستجابتها لحاجيات جميع الفئات المجتمعية والمكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي. كما تبث برامجا شهريا بصفة منتظمة، لمدة لا تقل عن 52 دقيقة، حول مؤسسات وهيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة والتنمية البشرية والديمقراطية التشاركية وهيئات حقوق الإنسان. وتقول المادة 49 المتعلقة بالبرامج المخصصة للمرأة إن "تمازيغت" تبث برنامجا أسبوعيا على الأقل وبصفة منتظمة، مدته 52 دقيقة على الأقل، يهدف إلى النهوض بصورة ودور وحقوق المرأة وكرامتها وكذا بدعم تماسك و استقرار الأسرة، مع مراعاة التنوع الثقافي والاجتماعي والمجالي للمرأة. وبخصوص المادة 50 فإنها متعلقة ببرامج مخصصة للمغاربة المقيمين بالخارج، ومن خلالها تبث "تمازيغت" برنامجا أسبوعيا على الأقل وبصفة منتظمة، مدته 52 دقيقة على الأقل، يهدف الى معالجة قضايا الشأن العام التي تعني المغاربة القاطنين بالخارج وبمشاركتهم، مع مراعاة التنوع الثقافي والاجتماعي والمجالي الذي يميزهم. يبث هذا البرنامج كذلك على القناة "المغربية" مع مراعاة اختلاف التوقيت بين بلدان المهجر. وتؤكد المادة 51أن " تمازيغت" تبث برنامجا يوميا وبصفة منتظمة، مدته 13 دقيقة على الأقل، يعنى بتبسيط مفاهيم ومقومات وتعاليم الدين الإسلامي وأهميته في توجيه السلوكات الفردية والجماعية والتربية والمعاملات داخل المجتمع ومواكبة الحاجيات الراهنة وتحفيز الاجتهاد والإفتاء في القضايا المعاصرة، وفق قيم الوسطية والاعتدال والانفتاح واحترام الديانات السماوية، وباعتماد طرق ووسائل تواصلية عصرية.وتبث بصفة خاصة خلال أيام شهر رمضان، وخلال الأعياد الدينية، برامج متعلقة بالإسلام والأحداث الدينية وبمساهمة الدين في توجيه السلوكات الفردية و الجماعية والتربية والمعاملات داخل المجتمع، مع السهر على تنوع المواضيع المعالجة واستجابتها لحاجيات الجمهور في جميع مجالات الحياة. وتركز أيضا على مساهمة القيم الدينية في إشاعة القيم الإيجابية ومحاربة القيم السلبية وخاصة المضرة بالجمهور الناشئ. وتمثل برامج التربية الدينية 10 % من الشبكة المرجعية اليومية للقناة. وفيما يتعلق بالمادة 52 المتعلقة بالبرامج التربوية والتعليمية، حيث تقترح قناة «تمازيغت»، مرة في اليوم، من الاثنين إلى الجمعة، برنامجا لتعليم الأمازيغية بحرف"تيفيناغ" موجه للجمهور الناشئ. كما تبث برنامجين أسبوعيين لتعليم الأمازيغية لمختلف الشرائح العمرية. إلى جانب ذلك، تبث القناة برنامجا أسبوعيا على الأقل لتعليم اللغة العربية بالنسبة للناطقين حصريا بالأمازيغية. ولخصوص المادة 60 المتعلقة بالتنوع اللسني، فإن «تمازيغت» تخصص 80% من مدة الشبكة المرجعية باللغة الأمازيغية مع مراعاة التنوع اللساني، و20% باللغة العربية وباللسان الحساني الصحراوي. وترفق البرامج الناطقة بالأمازيغية بترجمة مكتوبة باللغة العربية وفي البرامج التعليمية،تضاف أيضا كتابة ما يبث بحرف «تفيناغ». يرخص ل «تمازيغت» ببث وصلات إشهارية ورعاية برامجها مع احترام الشروط المنصوص عليها في هذا الدفتر حسب المادة 61 المتعلقة بالإشهار والرعاية. ومن المادة 62المتعلقة بتشجيع الإنتاج السمعي البصري الوطني، فإن الإنتاج السمعي البصري الوطني بالأمازيغية على «تمازيغت» يمثل ثلثي مدة الشبكة المرجعية على الأقل. وتضطلع الشركة بدعم الإنتاج الوطني السمعي البصري والسينمائي بالأمازيغية. ويشمل الإنتاج السمعي البصري الوطني بالأمازيغية المبثوت على «تمازيغت»، والذي تنتجته الشركة بمفردها أو بشراكة مع غيرها أو التي حازت حقوق بثها، على الأقل عشرة 10) أفلام تلفزية، ست 06) مسلسلات، عشر (10) مسرحيات، وعشرون 20)) شريطا وثائقيا في السنة.